الخميس، 1 أكتوبر 2009

المعرض السنوي للاتصالات وتقنية المعلومات 2007 (تغطية)

(نشرت هذه التغطية في العدد الثاني من مجلة ليبيا للاتصالات والتقنية - أغسطس 2007)
قام بافتتاح (تقنية2007) الدكتور المهندس محمد معمر، أمين اللجنة الشعبية بالشركة العامة للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، رفقة العديد من الشخصيات من رؤساء البعثات السياسية لكل من الصين وفرنسا وكندا ومالطا، ومندوب عن سفارة دولة فلسطين، والرئيس التنفيذي لشركة الثريا، بالإضافة إلى شخصيات عن الجهات العامة والخاصة، وقام أثناء جولته الافتتاحية بوضع ختم أول يوم إصدار على طابع بريدي صدر خصيصاً بمناسبة (تقنية2007)، وقد قامت وسائل الإعلام والصحف المحلية والعربية بتغطية الحدث بشكل جيد.
من داخل فعاليات (تقنية2007) لهذه السنة، كانت لنا جولة عبر أجنحته، أجرينا فيها مقابلات مع بعض العارضين والزوار، وحاولنا فيها تغطية بعض الأحداث الإعلامية، مع قراءة لوقائعه، ما له وما عليه.
هلم معنا لنتجول :
صباحا، يمكنك أن تبدأ جولتك منذ الساعة 10:30، لن تحتاج إلى شراء تذكرة للدخول، فالدخول مجاني، وغالبا لن تجد طابورا لتنتظر فيه (لا أدري إن كانت هذه ميزة أو عيبا)، للمعرض بوابتان، سنقترح عليك المطلة منه على شارع أبو العلاء المعري، يكفي المرور عبرها وعبر نظرات القائمين عندها من رجال أمن لتجد نفسك في باحة المعرض المفتوحة، وربما يحالفك الحظ لتجد من يضع بيدك خارطة داخلية تيسيرا لجولتك.
قاعات (تقنية2007) إجمالا ثلاث، الرئيسة (القاعة85)، والقاعتان 82 و84، أما (القاعة83) فقد خصصت كمركز خدمات الأعمال للعارضين والإعلاميين.
سنشير عليك باليمين – توجها ودعوة- لتبتدئ جولتك عبر مدخل (القاعة82)، التي تستضيف 27 شركة تقريبا، وتتميز منصاتها عموما ببساطة التصميم وتقارب المساحات، سيستوقفك منها ما يتوافق واهتماماتك، لينتهي بك المطاف مع مخرج القاعة.
بديهياً، ستجد نفسك منقادا إلى مدخل (القاعة85)، القاعة الأكبر و(الأجمل)، التي تستضيف 23 شركة تقريبا جهزت منصاتها بتصاميم خاصة، تتنافس فيما بينها أيها يخطف الأضواء، تمثل كبريات الشركات المحلية والعالمية.
عند عبورك المنفذ الآخر للقاعة، وتحت ساحة مسقوفة، ستقابلك حافلة، جوارها لوحة دعائية تحدثك عن دورها كحافلة تقدم إنترنت مجانا للزوار، تطالعك من ورائها مباشرة خيمة متجر اتصالات، تضم نوافذ بيع خدمات بطاقات الدفع المسبق لشركة ليبيا للاتصالات والتقنية وشركة ليبيانا لخدمات الهاتف المحمول وشركة المدار للاتصالات الهاتفية، وإذا ما أحسست ببعض التعب أو الجوع فستجد في المقهى مستقرا مؤقتا (بمقابل طبعا) قبل أن تواصل جولتك نحو (القاعة84) ذات الـ(24) جناحا، والتي تشترك منصاتها مع منصات (القاعة82) في بساطتها وتقارب أحجامها.
تبقى (القاعة83)، التي استخدمت كـ(مركز خدمات الأعمال)، مخصص لخدمة الإعلاميين والعارضين.
لم تقدم الشركات داخل الأجنحة عروضا تفاعلية بين العارضين والزوار، مكتفية بعروض تجارية مرئية معدة سلفا، مضيعة بالتالي فرصة الاستفادة من (تقنية2007) كحدث تسويقي يستقطب الزوار عموما والإعلاميين بشكل خاص، ولكن هذا لا يعني إغفال ذكر تجربة تميزت بها شركة ليبيا للاتصالات والتقنية عبر الإنترنت باستخدام جهازي هاتف-فيديو أحدهما في حافلة الإنترنت والآخر في منصة الشركة، لنقل تحاور مرئي بين متحدثتين بلغة الصم، في إشارة إلى إمكانية تسخير التقنية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
عد أن تجولنا بك سريعا بين جنبات (تقنية2007)، وأثناء قراءتنا لوقائعه، نود أن نذكرك –قارئنا الكريم- أنه لم يتعد عامه الثالث بعد، وأن (سوق) التقنية عموما في ليبيا لا يزال طور النمو، بمعنى آخر، لم يحن الوقت بعد لمقارنته على نطاق واسع بأقرانه كمعارض جيتكس مثلا.
الحضور والمشاركة :
بلغ عدد المنصات في (تقنية2007) 74 منصة تمثل 73 عارضاً تقريباً عن عدة دول منها: النرويج، ألمانيا، فرنسا، أمريكا، كندا، بريطانيا، إيطاليا، السويد، اليابان، اليونان، مالطا، جنوب أفريقيا، الصين، بولندا، أسبانيا، موريشيوس، الإمارات، السعودية، مصر، تونس، الأردن، مع زيادة ملحوظة في عدد العارضين المحليين، والطريف أن تقلص عدد الجهات المشاركة يعود إلى نجاح تجربة (تقنية2006)، التي شجعت العارضين (المبكرين) على حجز مساحات أكبر لمنصاتهم هذه السنة، مما قلص بالتالي فرص المشاركة أمام (المتأخرين) منهم في الحجز.
وكان بين العارضين شركات عالمية مثل ألكاتيل لوسنت، إركسون، أوراكل، نيرا، إتش بي، نيس، موتورولا، نوكيا سيمنس، إنتراكوم، هواوي، زد تي إي، تيلنت، بروتكنولوجي ... إلخ،(تجري شركة مايكروسوفت اتصالات بشأن المشاركة مستقبلا)، وشركات عربية مثل الثريا، الخان، الأنظمة العالمية للحاسبات، أسكون، سوتيتال، تيك آكسيس، نيوهورايزون، وأخرى محلية، مثل شركة ليبيا للاتصالات والتقنية، شركة ليبيانا للهاتف المحمول، شركة المدار للاتصالات الهاتفية، شركة عالم الاتصالات الحديثة، القبس، دولفين، الأداء، الأولى، المنتهى، مرمرة، الشركة العامة للإلكترونات، شركة إستقبال وإعادة البث (شاع)، شركة الفلك، المحيط، المتوسط، المساهمين، الأنظمة الرقمية، المركز الدولي، والعديد من الجهات المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى جمعية المهندسين العلمية، التي قدمت إضافة جديدة على صعيد (مجتمع البرمجيات) بتركيزها على (البرمجيات الحرة).
يحتسب أيضا لـ(تقنية2007) مزيدا من النضج على مستوى إعداد الأجنحة، فمنصاته جاءت حسنة التجهيز، بل وبالغ البعض في اهتمامه بـ(طَلَّتِه)، إلى حد استعانته بعارضات (بمقابل) تسرك بشاشتهن، وتسوؤك ضحالة معرفة بعضهن.
الأمر السار أيضا، تطور جودة وأداء العارضين، وتغير مفهوم المشاركة عند العارض المحلي، فصار أكثر تفاعلا وتجاوبا مع الزوار، ليخرج من قوقعة (دكان العرض) إلى فضاء (السوق المفتوح).
وقد تنوعت المعروضات لهذه السنة، من معدات وتقنيات اتصالات سلكية ولاسلكية موجهة لقطاع الأعمال، وأجهزة اتصالات موجهة للمستهلك، وعتاد حاسوب وملحقاته للقطاعين، إلى حلول تقنية تطرح لأول مرة كأجهزة إصدار وقراءة بطاقات إلكترونية، وآلات سحب ذاتي، والحلول البرمجية للحاسوب والاتصالات على حد سواء، تميزت بعض الشركات فيها بإنتاج محلي 100% كشركة المنتهى التي قدمت حلولها للتطبيقات البرمجية لشركات للهاتف النقال.
ومن بين التطورات المميزة في (تقنية2007)، تحوله إلى (قِبلة) علمية للدراسة من قبل جهات أكاديمية، سواء من مدينة مصراتة التي تبعد حوالي 250 كم شرق طرابلس، أو من كلية الهندسة قسم الاتصالات بجامعة الفاتح-طرابلس، بوصفها جزءا من متطلبات مواد منهجية، وهذا مؤشر جيد يضيف مفهوما جديدا لـ(تقنية)، ويقدمه كحدث علمي جدير بالبحث والدراسة.
وعلى هامش (تقنية2007) تم توقيع عقد بين الشركة العامة للبريد وشركة ألكاتيل لوسنت لتطوير منظومة الكابل البحري الليبي
كما تم تدشين مشروع الهاتف العمومي العامل على نظام الثريا بشقيه المكتبي PCO والخارجي Payphone.

إعلاميا:
سبقت (تقنية2007) تغطية إعلامية عبر الوسائل المطبوعة والمسموعة المحلية، وقد شهد الأسبوع التحضيري إطلاق مولودة إعلامية جديدة -بالتعاون مع مجلة ليبيا للاتصالات والتقنية- هي (نشرة أخبار تقنية) لتعلن بدء العد التنازلي لانطلاق فعالياته.
الحدث الإعلامي الأبرز الذي تخلل (تقنية2007)، هو المؤتمر الصحفي الذي نظمته الشركة العامة للبريد، تحدث فيه الدكتور (م.محمد معمر) عن إطلاق مجموعة من الخدمات، كتدشين مشروع الهاتف العمومي العامل على نظام الثريا، وحدد فيه موعدا لإطلاق خدمات أخرى في شهر الفاتح-سبتمبر من العام الجاري، بالإضافة إلى كشفه النقاب عن مشاريع يعد بعضها رائدا حتى على مستوى العالم كمشروع WiMAX mobile، وأجاب في ختام المؤتمر عن الأسئلة الصحفية، التي كان من بينها سؤال لمجلة ليبيا للاتصالات والتقنية، وقامت بتغطيته وسائل إعلام محلية، إلى جانب بعض الفضائيات كقناة الجزيرة والحياة LBC، ووكالات أنباء عالمية كرويترز وBBC، وبعض الصحف المحلية مع بعض المغالطات العلمية –وهذا من حقها- كنتيجة طبيعية لغياب أقلام متخصصة، ولكنها تظل مع هذا، جديرة بالتقدير.
تخلل (تقنية2007) للسنة الثانية على التوالي، بث مباشر للبرنامج المسموع بريد واتصالات، الذي يعده ويقدمه الإذاعي عبد الهادي الغناي، استضاف فيها مندوبين عن الشركات المشاركة في (تقنية2007)، وتطرق فيه إلى النشاطات والفعاليات عموما -لم يتوقف بعد عن إثارة شعوري بالغبطة تجاهه، لجمعه بين البساطة والتركيز في حواراته-.
كما تخلله حفل سلمت فيه جائزة (أفضل جناح) لشركة (الأول لتقنية المعلومات)، استلمها (م.خالد الأسطى) مدير عام الشركة، وكذلك جائزة (أفضل عمل تطوعي في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات) المستحدثة هذه السنة لجناح جمعية المهندسين العلمية نظير مشاركتهم في مجال البرمجيات الحرة (مفتوحة المصدر)، جدير بالذكر أن (تقنية2007) استضاف جناح جمعية المهندسين العلمية مجانا.
تجدر الإشارة إلى صدور نشرة خاصة بالهاتف العمومي الثريا باسم (تواصل يتخطى الحدود)، صدرت عن مكتب خدمات الثريا بالشركة العامة للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، وكانت (الشقيقة الإعلامية الوحيدة) إلى جانب (نشرة أخبار تقنية) بالمعرض.
خدميا :
يحتسب لـ(تقنية) إطلاقه لخدمات تقدم لأول مرة في المعارض المحلية، ووضعه بالتالي معاييراً في (صناعة المعارض) اقتفت العديد من المعارض أثرها، كمركز خدمات الأعمال، خريطة توضيحية للزوار، إنترنت لاسلكي، مركز إعلامي، نشرة خاصة، نوافذ بيع خارجية، تقدم كلها مجانا.
فعلى صعيد الإنترنت، قدمت خدمة إنترنت لاسلكي عالي السرعة بكافة الأجنحة تيسر لمن يمتلك حاسوبا دفتريا أو كفيا مزودا بتقنية Wi-Fi سواء العارضين منهم أو الزوار عملية الولوج إلى شبكة الإنترنت مجانا.
ولمن لا يمتلك وسيلة ولوج من الزوار، خصصت حافلة ليبيا نت لتوفير إنترنت عبر حواسيب متصلة بالإنترنت بواسطة منظومة DVB-RCS.
كما تم توفير حواسيب أخرى بمركز خدمات الأعمال للعارضين والإعلاميين (قاعة83) متصلة بالإنترنت، وبطابعات ليزرية، بالإضافة إلى آلات تصوير مستندات، وأجهزة بريد مصور، وهذا أيضا بدون مقابل.
كذلك يحتسب لـ(تقنية2007) اهتمامه ونشره تعميمات ضرورية منظمة له، وحرصه على سلامة منصات العارضين ومحتوياتها.
غاب عن (تقنية2007) توفير (نوافذ استعلامات) بالقاعات وعند البوابات، بهدف تقديم المعلومات والمطبوعات للزوار، بالإضافة إلى الإجابة عن استفساراتهم.
وما استوقفنا للسنة الثانية على التوالي، عدم وجود موقف مخصص لسيارات مجتمع (تقنية2007)، للجنة المنظمة أو العارضين أو الزوار، لا بمقابل أو دونه، ليس هذا فحسب، بل ستكتشف أن حصولك على مكان لركن سيارتك بالشارع العام قرابة منتصف النهار إنجاز في حد ذاته، والمعني بهذه المسألة ليس (تقنية2007)، فهذه المشكلة تواجه جميع المعارض المقامة على أرض معارض معرض طرابلس الدولي، مما يستوجب حلا جذريا نتمنى على القائمين بمعرض طرابلس الدولي النظر فيه بجدية واهتمام.
لا زلنا نجدد الدعوة التي أطلقناها إلى سوقنا المحلي، وإلى سوق التقنية في المنطقة عموما، يقدم (تقنية) فرصا يمكن استثمارها بشكل أفضل، فليبيا لا تزال سوقا تقنيا واعدا.
تبقى كلمة أخيرة يتوجب ذكرها، قد يبدو النقد سالف الذكر مثبطا للهمم في بعض جوانبه، ولكن تجربتي الشخصية في العمل مع اللجنة التحضيرية لـ(تقنية)، عَمَّقََتْ يقيني بجدية سعيها وراء تقديم نموذج أفضل لـ(تقنية)، واستيعابها لأي نقد، بل وإحاطتها ببعض أوجهه مسبقا، وأثار إعجابي تعاملها مع المتغيرات بواقعية واحتراف، بالإضافة تسلحها بطموح متقد، يجعلني أتوقع لـ(تقنية2008) –بناء على نقد للذات الاعتبارية عنها، ودون حاجة مبالغة للتفاؤل- تجربة أكثر نضجا وخبرة بكثير من (تقنية2007) الذي جاء بدوره أنضج من سابقيه، لذلك، يمكننا القول بكل ثقة :
موعدنا 25-29/05/2008 مع (تقنية2008) أفضل بإذنه تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق