الأحد، 20 مايو 2012

خطة رسالتي للماجستير - معدلة بتاريخ 16/10/2013


الفصل الأول - الإطار المنهجي:

مقدمة:

لعل المتابع لواقع الصحف الليبية، قد أدرك منذ زمن بعيد، أن "مؤثرا" ما، "يعتريها" شكلياً ليصبغها سلبا، وربما ازداد يقينه بوجود هذا "المؤثر"، إذا كان شغف المتابعة يطال صحفا أخرى غير محلية، يسمح تباين مظهرها مع مظهر الصحف المحلية، لأدراك أن الفارق، ليس في مصلحة الأخيرة، وسواء كانت معارف المتابع كافية لتشخيص "المؤثر"، أو منحه مجرد القدرة على الإحساس بوجوده، دون قدرة على تشخيصه، فلا تثريب ولا حرج عليه، لأنه غير معني بالبحث فيه ومعالجته، مالم يكن مهنيا، مشدودا برابط تجاهه، إما بوظيفة تكفل رزقه، أو باختصاص أكاديمي، يمعن سبر غوره بالبحث.
المهني، سواء كان ممارسا لمهنة الإخراج، أو أكاديميا، معني بالتعاطي مع "المؤثر"، ويمتلك القدرة على التسمية والتوصيف، فيسميه "إخراجا صحفيا"، ويصفه "سلبيا"، ويجتهد في معالجته، فإن كان مجرد ممارس لمهنة الإخراج دون أن يكون أكاديميا، فقد يقف مكتفيا عند عتبات البحث العلمي الدقيق ولا يتعداها، توفيرا للوقت، مستثمرا الحد الأدنى للمعرفة التي تضمن إخراجا صحفيا يكفل القبول، لأن الإخراج –لا البحث- محط اهتمامه ومصدر رزقه لا أكثر.
وحده الأكاديمي، يعلم يقينا بأن الأمر يتعدى المعرفة السطحية التي قد تتعجل القطاف قبل النضج، وأنه يجب أن يكون باحثا ليتعدى عتبات البحث العلمي فيلجها، بغية الوصول إلى نتائج أصبحت صالحة للتعميم، بعد إخضاعها لتكرار محصن ضد اختلاف النتائج، بالدراسة والتجربة والقياس.
يهدف البحث إلى تقديم معالجات وحلول لمشاكل الإخراج الصحفي في ليبيا[1]، وتحديدا الصفحة الأولى، على ضوء معايير تقييم الإخراج الصحفي حسب (جمعية التصميم الصحفيSociety for news design[2]) في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي[3] The best of  Newspaper Design).
سيستعرض الباحث في الجانب النظري –تأسيسا للمعرفة عند المتلقي- الموروث الإبداعي التراكمي على هيئة مدارس وأساليب للإخراج الصحفي، اتفقت في كونها فن للتعامل مع (علم الهيئات المطبوعة -التيبوغرافيا)[4]، واختلفت في طرق التوزيع، مثلما سيركز الباحث على المخرج الصحفي، مستعرضا موقعه على خارطة المؤسسات الصحفية (عينات البحث)، التي يبادل أجزاؤها مد التأثير وجزر التأثر، انطلاقا من رصد حس الإبداع الجمالي لديه، مرورا بتأثير العمليات داخل المؤسسة عليه، وانتهاء بالإخراج النهائي للصحيفة، بظهور المطبوعة الصحفية، ما هو منطلقه في المهنة، الاختصاص العلمي، أم الاهتمام الشخصي؟ من أين يستقي معارفه؟ تطويره الذاتي؟ وتأهيله في عمله من حيث التدريب والارتقاء؟ والمرتب؟ وعلاقته بالمخرج، والطباعة.
ثم سيستعرض الباحث في الجانب التحليلي، توجهات الإخراج الصحفي المعاصر لعينات من الصحف المحلية قبل وبعد ثورة فبراير، وكذلك عينات صحف عربية ودولية (عينات البحث)، خضعت مسبقا لتقييم (جمعية التصميم الصحفي)، وتحصلت على إشادتها، تسهيلا لإظهار الفارق بينها وبين المحلية، التي سينحصر جهد الباحث فيها بالتقييم.
كما خصص الباحث الجانب العملي التطبيقي، لمعالجة عملية لمشاكل إخراج الصحف وفق طرحين:
الأول: تصور يقوم على معالجة مشاكل الإخراج القائم دون إجراء تغيير جذري كلي "تقنين".
الثاني: تصور يقوم على إعادة إخراج جذري كلي، على ضوء معايير تقويم الإخراج الصحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي[5] Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design)، والموضحة ضمن أهدافها[6].

مشكلة البحث:

مع اتفاقه مسبقا مع باحث سابق أكد من خلال بحثه وجود مشاكل في الإخراج الصحفي للصحف المحلية، ويؤسس على نتائج هذا البحث، ليقوم أولا بتحليل الإخراج الفني للصحف المحلية، ومقارنته وتقويمه مع صحف عربية ودولية منتقاة[7] على ضوء معايير مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design).

أهمية البحث:

·       التطرق إلى نوع نادر من البحوث يسمى تحديدا بحوث الشكل الصحفي[8] وتعزيز وإضافة مرجع إضافي إليه.
·       تسليط الضوء على عملية الإخراج الصحفي للصفحة الأولى، وتأثيرها بشكل رئيس على العلاقة البصرية بين القارئ والصحيفة.
·       إظهار العلاقة بين المقدرة على الإبداع الجمالي للمخرج الصحفي بمظهر الصحيفة.
·       إبراز أهمية الاطلاع على معايير تقويم الإخراج الصحفي لجمعية تصمم الأنباء، من أجل تحسين مظهر الصحف المحلية.
·       تقديم معالجة للصحف المحلية موضوع الدراسة، تصلح كمنطلق لبقية الصحف المحلية ضمانا لجودة إخراجها لاحقا.

أهداف البحث:

·       تشخيص مشاكل الإخراج الصحفي بالصحف الليبية قبل وبعد الثورة.
·       مقارنة الإخراج الصحفي المحلي مع الإخراج الصحفي لصحف عربية وعالمية مختارة على ضوء معايير مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design).
·       تقديم معالجة لمشاكل المطبوعات المحلية بشكل علمي قائم على معايير تقويم الإخراج الصحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design).
·       توضيح موقع عملية الإخراج الصحفي بين العمليات الأخرى داخل المؤسسة الصحفية ومعرفة الحلقات المؤثرة عليها.
·       تحديد حجم مسؤولية المخرج الصحفي على المطبوعة (تأثره وتأثيره(.
·       تعزيز المراجع ببحث إضافي في المجال وسط ندرة البحوث.
·       التعرض للمكون الأساس في عملية الإخراج الصحفي، وهو المخرج الصحفي، وما يجب أن تتوفر فيه من اشتراطات ليكون مخرجا ناجحا.
·       إبراز أهمية الإخراج الفني للصفحة الأولى كعنصر جذب أو طرد للمشاهد.
·       تشجيع الصحف المحلية على المشاركة في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design)[9].

فروض البحث:

·       هيمنة القطاع العام على الصحافة، وغياب المنافسة، عامل من عوامل تردي مستوى الإخراج الصحفي للمطبوعات المحلية قبل الثورة.
·       عدم اهتمام القطاع العام بالتنمية البشرية لأطقم الإخراج الصحفي، من تدريب، ومتابعة للأحداث والمناسبات وورش العمل ذات العلاقة بالإخراج الصحفي، عامل من عوامل تردي مستوى الإخراج الصحفي للمطبوعات المحلية قبل الثورة[10].
·       حدوث نقلة جزئية إيجابية في الإخراج الصحفي للصحف الليبية في سنة 2009 تقريبا[11].
·       تحرر الصحافة من قيود القطاع العام بعد الثورة، ودخول القطاع الخاص أدى إلى تحسن مستوى الإخراج الصحفي كنتيجة حتمية للمنافسة.
·       الذائقة الجمالية لدى المخرج تتناسب طرديا مع مظهر المطبوعة الصحفية.
·       الاطلاع على بحوث دراسة العناصر التيبوغرافية، وإرجنومية الإخراج الصحفي، ضروي للإخراج الصحفي الاحترافي.
·       معرفة المخرج الصحفي  واطلاعه المستمرين على الصحف العربية والدولية ومراحل تنفيذها يتناسب طرديا مع مظهر المطبوعة الصحفية.
·       متابعة المخرج الصحفي لأعمال جمعية تصميم الأبناء يصقله احترافيا، وينعكس إيجابا على مظهر المطبوعة الصحفية.
·       الإخراج الصحفي وفق معايير تقويم الإخراج الصحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design) مهم لإظهار الصحف بمظهر احترافي.
·       ضرورة تميز كل صحيفة بشخصيتها، فشخصية الصحيفة " ... تحددها سياساتها التحريرية من جهة .. وجمهور القراء الذي تخاطبه من جهة ثانية .. وأسلوب إخراجها الفني من جهة ثالثة..."[12].

منهج البحث:

ينتمي هذا البحث إلى نوع نادر من البحوث، يسمى البحوث الجرافيكية، أو بحوث الشكل[13] Graphic Research: "... بحوث الإخراج والتيبوغرافيا Typography and Make up Research، التي تتضمن داخلها أكثر من نوعية أهمها هنا ما يلي: بحوث وضوح القراءة، Legibility، بحوث يسر القراءة Readability (التي يسميها البعض الانقرائية التيبوغرافية)، بحوث الأرجونومية[14] Ergonomic Typography، وقد يطلق عليها جميعا البحوث الجرافيكية Graphic Research التي تتناول الجانب البصري من الصحيفة" [15].
تعتمد بحوث الشكل على الدراسات الوصفية، "التي تهدف إلى وصف العناصر التيبوغرافية ووضعها على الصفحة، وضعا مجردا، أو لأغراض التفسير والاستدلال حول علاقة هذه العنار بغيرها من المتغيرات البحثية الأخرى، وبصفة خاصة المتغيرات المرتبطة بالتفضيل والقراءة، وتتسع بصفة خاصة –وهذا من أهم ما يميزها أو تنفرد به في بحوث الصحافة- للبحوث التي تدرس العلاقة السببية من خلال المنهج التجريبي".
ولهذه النوع من البحوث منهج فريد يسمى منهج تحليل الشكل، يمكن بواسطته إخضاع العناصر التيبوغرافية ومدارس الإخراج وأساليبه للوصف المنهجي الكمي والكيفي، قبل إخضاعها لمعايير تقويمها.
أي أن المناهج التي سيستخدمها الباحث، هي المنهج الوصفي في الإطار النظري للبحث، ثم المنهج التحليلي في الإطار التحليلي للبحث، ثم المنهج التجريبي في الإطار التطبيقي، لإتاحة القدرة على التنبؤ العلمي عبر اختيار فروض لغرض اختبارها علميا، ثم ترجمة مادة الدراسة كميا، مما يقدم فرصة إجراء مقارنة بين الإخراج الصحفي للصحف محل الدراسة.
كذلك يعتمد الباحث نوعين من المقارنات تهدف إلى اكتشاف نواحي اتفاق واختلاف الإخراج الصحفي محليا مع الإخراج الصحفي العربي والعالمي، لإدراك مدى انعكاس الواقع المؤسسي، والمعرفي والعلمي على الإخراج الصحفي.
النوع الأول:
المقارنة بين الإخراج الصحفي في صحف محلية من ناحية، والإخراج الصحفي في صحف عربية وعالمية من ناحية أخرى، على ضوء معايير معايير تقويم الإخراج الصحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design)، دون المقارنة بينها إخراجيا على أساس النوع، سواء كانت الصحف محافظة[16]، أو شعبية[17]، أو معتدلة[18].
النوع الثاني:
المقارنة بين الإخراج الصحفي في الصحف المحلية قبل، وبعد ثورة فبراير، لرصد جانب من أوجه الاختلاف كما وكيفا.
وتهدف هذه المقارنة إلى توضيح نقاط الاتفاق والاختلاف في الإخراج الصحفي بين هذه الصحف، ومدى انعكاس الشخصية الصحفية للصحيفة على إخراجها.

أدوات البحث:

المقابلة: مع الشخصيات ذات العلاقة بالإخراج الصحفي لصحف العينات، أو تلك المؤثرة عليه بشكل مباشر.
الملاحظة: مراحل الإخراج في صحف العينات، والمراحل السابقة واللاحقة المرتبطة بمظهر الصحيفة.
الاستبيان: مع الشخصيات ذات العلاقة بالإخراج الصحفي لصحف العينات، أو تلك المؤثرة عليه بشكل مباشر، سيعتمد الباحث الاستبيان نصف مفتوح، نصف مغلق، بعبارات استفهامية مباشرة.

حدود البحث:

·       الشكلية: الصحف، ويركز بشكل رئيس على الصفحات الأولى لها " ... باعتبار أن هذه الصفحة تمثل واجهة الصحيفة والمؤثر الأول في نفسية القارئ والتي يتكون على أساسها رأيه في الصحيفة، وذلك بناء على ما يسميه علماء النفس قانون الانطباع الأولي Law of First Impression"[19].
·       المكانية:  صحف محلية، وعربية، وعالمية.
·       الزمانية: منذ 2009 وحتى 2013.
·       المعيارية: معايير جمعية التصميم الصحفي في تقويم مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design).

عينات البحث:

اختار الباحث عينات تشمل إثني عشر صحيفة، على النحو التالي:
1.    ست محلية (3 ما قبل فبراير، 3 ما بعد فبراير).
2.    ثلاث عربية.
3.    ثلاث عالمية.
محليا (قبيل التحرير):
اختار الباحث صحيفتين تصدران عن القطاع العام، هما صحيفة الشمس، وصحيفة الجماهيرية، وواحدة عن القطاع الخاص، وهي صحيفة أويا[20].
1.    الشمس:
صحيفة محافظة تابعة للقطاع العام (تمت عملية إعادة إخراجها خلال 2010).
2.    الجماهيرية:
صحيفة شعبية تابعة للقطاع العام (تمت عملية إعادة إخراجها خلال 2010).
3.    أويا:
صحيفة تابعة للقطاع الخاص (توقفت عن الصدور ورقيا، وما زلت تصدر رقميا).
محليا (بعد التحرير):
اختار الباحث صحيفتين تصدران عن هيئة دعم وتشجيع الصحافة (القطاع العام)، هما صحيفة ليبيا (الشمس سابقا)، وصحيفة فبراير (الجماهيرية سابقا)، وواحدة عن القطاع الخاص، وهي صحيفة وطني[21].
4.    فبراير[22]:
صحيفة محلية، بديل صحيفة الجماهيرية سابقا،
5.    وطني[23]:
صحيفة محلية، .
6.    ليبيا:
صحيفة معتدلة، بدل صحيفة الشمس سابقا،
عربيا:
اختار الباحث البيان الإماراتية، صحيفة الشبيبة العمانية، والإمارات اليوم الإماراتية.
7.    البيان[24]:
صحيفة إماراتية، برزت مؤخراً كأحد أفضل الصحف إخراجاً حسب (جمعية التصميم الصحفي)[25]، تحصلت على الميدالية الفضية حسب التقرير السنوي 32 الصادر سنة 2011 عن الصحف المتنافسة سنة 2010 في مسابقة (أفضل تصميم صحفي)، وذلك بسبب استعانتها بالمخرج خافير إيريا، مخرج صحيفة إيكونوميستا.
8.    الشبيبة[26]:
صحيفة عمانية، برزت مؤخرا كأحد أفضل الصحف إخراجا حسب (جمعية التصميم الصحفي)، نال مخرجها جائزة أفضل مخرج صحفي وفق (جمعية التصميم الصحفي) في العام 2011، الدورة 32[27].
9.    الإمارات اليوم[28]:
صحيفة إماراتية.
عالميا:
اختار الباحث صحيفة داجارديان البريطانية، وإيكونومستا الأسبانية، وبُلسْ بِزنِسُ البولندية، بسبب حصول هذه الصحف على تقدير جمعية التصميم الصحفي[29]:
10.      داجارديان Theguardian[30]:
صحيفة بريطانية، فازت بجوائز عدة[31]، من بينها جائزة أفضل إخراج صحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design) للعامين 2005، و2007، ومؤخرا، فازت بمسابقة أفضل تصميم للأنباء الرقمية التي تنظمها جمعية التصميم الصحفي Best of Digital News Design' competition لسنة 2012[32].
11.      إيكونوميستا eleconomista[33]:
صحيفة أسبانية، فازت بجائزة أفضل إخراج صحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design) للعامين 2006، و2007 على التوالي[34]، وكذلك وفقا للمؤسسة العالمية للصحف وناشري الأخبار World Association of Newspapers and News Publishers[35].
12.      بُلسْ بِزنِسُ Puls Biznesu[36]:
صحيفة بولندية، فازت بجائزة أفضل إخراج صحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design) لسنة 2003.
ويحاول الباحث بالنهاية معالجة مكامن الضعف في الإخراج الصحفي المحلي، بقصد النقد البناء، عبر تطبيق استنادا معايير هيئة تصميم النباء، ومقترحا طرق (مفتاحية) للعلاج تضمن ظهور مطبوعاتنا المحلية بمظهر جمالي أفضل، مدروس ومحقق، ليضاهي المطبوعات العربية والعالمية الأخرى.

إجراءات الصدق والثبات:


الدراسات السابقة:

لا يدعي الباحث أسبقيته في الكتابة عن الإخراج الصحفي عربيا، فهناك العديدون ممن كتبوا عن الإخراج الصحفي، سواء على صعيد الكتب، أو البحوث العلمية، أو الدراسات.
محليا:
·       د.عبد العزيز سعيد الصويعي[37]: يعد كتابه أول مرجع يدرسه الباحث عن الإخراج الصحفي عموماً، وأحد مراجع مصنفات اعتمدها مؤلفين أسلفهم بالذكر، والذين تعد مصنفاتهم في مجملها زادا علميا للباحث –ولكل باحث- حول الإخراج الصحفي ومدارسه[38].
·       أ.كمال عبد الباسط الوحيشي[39] (رحمه الله): مادة كتابه قوامها بحثه للحصول على درجة الماجستير في الإخراج الصحفي.
إضافة إلى مؤلفات مترجمة وأجنبية، تشكل الملهم الرئيس لمادة الفصلين الأول والثاني بهذا البحث.




الصعوبات التي اعترضت الباحث:

·       ندرة الكتب والمراجع المتخصصة في المكتبات المحلية.
·       عدم توفر الصحف المقارنة العربية والعالمية محليا.
·       وقوع موضوع البحث في منطقة تداخل بين الصحافة والفنون.

مصطلحات واختصارات البحث:

1.    التيبوغرافيا Typography: علم وفن الهيئات المطبوعة، مشتق من كلمةType .
2.    البنط Ponit: وحدة قياس حجم الأحرف ويساوي 72/1 من البوصة.
3.    الميزمباج Mise en page: هو توزيع الوحدات التيبوغرافية فوق حيز الصحيفة وفق خطة معينة.
4.    جورنالستك ميك آبJournalistic Mack up :
5.    الصحف عادية الحجم:
6.    الصحف النسبية الحجم:
7.    الصحافة الصفراء:
8.    كور Corps: وحدة قياس طول السطر (عرض العمود)، ويساوي 3/1 سم.
9.    سيسيرو:
10.       بيكا:
11.       مانشيت Manchette - عنوان رئيسي Banner line:
12.       ترويسة، رأس الصفحة First page head, Masthead, nameplate:
13.       دستور العناوين: راجع مائة سؤال في الإخراج الصحفي.
14.       الفواصل Dashes:
15.       الكاشيدة Hyphen: فاصل يوضع بين أحرف الكلمات يقوم بتوسيع عرض الكلمة وكذلك ضبط الأسطر لتحسين الشكل.
16.       ماكيت Maquette:
17.       إيروجنومية:





الفصل الثاني الإطار النظري:

الإخراج ، أساليب الإخراج ، والمُخْرِج:

أولا الإخراج الصحفي:

تعريفات للإخراج الصحفي:
" ... هو العملية التي يتم بمقتضاها تحويل الحروف والصور والكلمات المبعثرة غير المرتبة على الصفحة إلى حروف وصور متناسقة وفق أسلوب معين يستخدمه المخرج مستعينا بالأسس والأساليب الإخراجية مقرونة بالخبرة الشخصية والحس الفني الذي يتمتع به"[40].
"... هو الشكل الذي يتم به تقديم المادة الإعلامية الصحافية، إنه كالصحن الذي تقدم فيه وجبة طعام، إذ مهما كانت تلك الوجبة جيدة وطيبة، فإن الصحن قد يسيء إلى تلك الوجبة."[41].
" ... عملية تخطيط صفحات الجريدة وتنويع مواد التحرير من أخبار ومقالات وصور ورسوم وخطوط العناوين على الصفحات وذلك بناء على الأسس الفنية والنفسية في مراعاة ميول القراء وطبيعتهم البصرية والعقلية على أن يكون ذلك منسجما مع سياسة الصحيفة في التحرير والإخراج معا"[42].
" ... تشمل إلى جانب تيبوغرافية الصحيفة، الأساليب والأسس الفنية المختلفة لتصميم صفحات الصحيفة، هذا فضلا عن طباعة الصحيفة بفنونها المتعددة"[43].
" ... خطوة من خطوات إنتاج الصحف، وهي الخطوة المتعلقة بالشكل الذي تقدم به الصحف ما يتوافر لديها من مواد صحفية"[44].
" ... هو خطوة من خطوات إصدار الصحيفة، تتعلق بمظهرها الخارجي وشكلها الفني، أي تلك الجوانب المرتبطة بالمضمون والمؤثرة فيه والمعبرة عنه"[45].
" ... وهو الشكل الذي تظهر به هذه المطبوعات والذي سيترتب عليه الانطباع المباشر الذي سيحكم عليه الجمهور من أول لحظة"[46].
" ... هو توزيع الوحدات التيوغرافية فوق حيز الصفحة، واختيار هذه الوحدات وإبرازها وفقا لخطة معينة، فمهمة التيبوغرافيا وحدها متعلقة بالشكل المادي للصحفة من حيث مساحتها وعدد أعمدتها، ونوع الوحدات التيبوغرافية المستخدمة وترتيبها ووضوحها وحفظها التناسق فيما بينها من ناحية، وبينها وبين الفراغ الأبيض للصفحة من ناحية أخرى، أما مهمة الإخراج فأخص من ذلك وأبعد، إذ أنه يرمي إلى أن يحقق التوزيع التيبوغرافي على الصفحة أهدافا معينة باستخدام أساليب معينة"[47].
اجتهاد الباحث:
هو عملية معالجة للمادة الصحفية التحريرية (المضمون)، بعد اكتمال العناصر التيبوغرافية، لتوزيعها في هيئة إخراجية (الشكل)، وفق رؤية جمالية تحقق الغاية الوظيفية، وتبدأ بإعداد الوحدات الثابتة للشكل الأساس للصفحات (اللافتة والعنق والآذان والمقال الافتتاحي، ...إلخ)، ثم تصميم قالب تيبوغرافي محدد للهوية (أنواع وأحجام خطوط المتون والعناوين، والصور والأرضيات، إلخ)، ثم توزيع للعناصر التيبوغرافية على مساحة العمل[48]، بصورة تحقق القبول عن كل من المؤسسة الصحفية أو القارئ، عندها يمكن تسميته فنا تطبيقيا-عمليا.

علم الهيئات المطبوعة (التيبوغرافيا):
تعريفات.
العناصر التيبوغرافية (الطباعية):
هي المكونات الأساس للمظهر الشكلي الجمالي للصفحة، من حروف (نصوص) للعناوين أو المتون، وصور وأشكال، ومساحات بينية، وأرضية (ملونة أو غير ملونة)، ويتم توزيعها وفق الرؤية الإخراجية للمخرج الصحفي، بغض النظر عن مؤثراتها الذاتية أو الموضوعية.
الحروف: حروف العناوين وحروف المتن.
الصور: الفوتوغرافية: الموضوعية، الشخصية، الإعلانية، الجمالية، اليدوية.
وسائل الفصل بين المواد[49]: الجداول: الجداول الطولية، الجداول العرضية، الفواصل: الفواصل بين المواضيع: فواصل ناقصة، فواصلة نهائية[50]، فواصل الموضوع الواحد (الفواصل الفرعية) الزوايا، الإطارات.
وظائف الإخراج الصحفي:
للإخراج الصحفي وظائف عدة، تستخدم فيه لغة الشكل (العناصر التيبوغرافية)، لإيصال لغة المضمون (العناصر التحريرية)، من أجل تحقيق:
جاذبية المشاهدة والقراءة للصحيفة:
شخصية مميزة للصحيفة:.

ثانياً - أساليب الإخراج الصحفي[51]:

على الرغم من اعتبار الإخراج الصحفي شكلا من أشكال التصميم الجرافيكي، والذي يعد بدوره فنا تطبيقيا، إلا أنه –أسوة ببقية أنواع الفنون- يخلو من قواعد علمية كتلك الموجودة في بقية العلوم التطبيقية مثل الرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء.
كان فنيو الطباعة الأوائل هم من أرسى (شكل) إظهار (مضمون) الصحيفة، فقسموا (المادة النصية) وجعلوها منضدة على هيئة أعمدة تسهيلا للقراءة، ليصمد هذا التقسيم إلى وقتنا الحاضر، رغم تطور التقني والمعرفي بالتقادم ليفرز فن الإخراج الصحفي[52].
المدرسة التقليدية:
مذهب التوازن الدقيق، مذهب التوازن المتآخي، مذهب التوازن الأفقي، مذهب التوازن الشكلي التقريبي، رجعية قانون التوازن.
المدرسة المعتدلة:
مذهب التوازن اللاشكلي، مذهب التربيع، المذهب التركيزي، الأسلوب التركيزي (قاعدة إخراجية عامة.
المدرسة المحدثة:
مذهب التجديد الوظيفي، مذهب الإخراج الأفقي، مذهب الإخراج المختلط أو السيرك، إخراج الصحف النصفية.
خلاصة المدارس.

ثالثاً: المخرج الصحفي:

أولا: المخرج الصحفي والصحيفة:

الموقع الوظيفي، العلاقة بالجهاز الفني (المحرر، الجمع، المصور، التحضير للطباعة)، العلاقة بالجهاز الإداري (الموارد البشرية والتدريب، المرتبات والمكافآت والحوافز).

ثانياً: المخرج الصحفي والإخراج الصحفي:

الاستعداد الأولي: الحس الجمالي الفطري (الموهبة)، القدرة على الإبداع.
المعارف الأساسية: أسس التصميم، أساليب الإخراج الصحفي، الاطلاع المستمر على المطبوعات الاحترافية.
المعارف الاحترافية: التخصص، بحوث القراءة.
المعارف القانونية والأخلاقية: استخدام الصور غير القانونية، استخدام البرامج غير المرخصة، استخدام صور مخالفة للأعراف والشرائع والتقاليد، أخلاق المهنة.

ثالثا: أدوات الإخراج الصحفي:

الأدوات:
العتاد: الحاسب المخصص للإخراج، آلة المسح الضوئي، وسائل نقل المادة التحريرية من نص وصور، طابعة تجارب الإخراج، وسائل معايرة الألوان.
البرامج: (برامج الإخراج الصحفي، برامج معالجة الصور، مكتبات صور، مكتبات الخطوط).

خلاصة الفصل:



خلاصة الفصل:


الفصل الثالث الإطار التحليلي:

تحليل واقع الإخراج، والمخرج وصحف العينات:

أولاً – واقع الإخراج:

المحلية:

الشمس (قبل فبراير):
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
الجماهيرية (قبل فبراير):
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)،  نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
أويا (قبل فبراير):
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)،  نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
ليبيا (بعد فبراير):
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
وطني (بعد فبراير):
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
فبراير (بعد فبراير):
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.

العربية:

البيان:
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
الشبيبة:
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
الإمارات اليوم:
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.

العالمية:

داجارديان  The Guardian:
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
إيكونوميستا  Eleconomista:
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.
بُلسْ بِزنِسُ Puls Biznesu:
موجز تاريخي، الهيكلية وموقع الإخراج الصحفي، علاقة الإخراج برئيس التحرير، الأسلوب الإخراجي (الوحدات الثابتة، تصميم العناصر التيبوغرافية)، نماذج عن صفحات مخرجة، علاقة الإخراج بالطباعة.

ثانياً -  واقع المخرج والصحف:

واقع المخرج الصحفي لكل صحيفة محلية، يؤخذ عبر استبيان يعطى للمخرج، وللصحيفة، يغطي:
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).

المحلية:

الشمس (قبل فبراير):
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
الجماهيرية (قبل فبراير):
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
أويا (قبل فبراير):
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
ليبيا (بعد فبراير):
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
وطني (بعد فبراير):
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
فبراير (بعد فبراير):
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).

العربية:

البيان:
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
الشبيبة:
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
الإمارات اليوم:
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).

العالمية:

داجارديان  The Guardian:
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
إيكونوميستا  Eleconomista:
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).
بُلسْ بِزنِسُ Puls Biznesu:
المؤهل العلمي، الخبرة العملية، الدورات والتأهيل، الحوافز، الاطلاع والعضويات المتخصصة، الدراية بنشاط جمعية التصميم الصحفي، العلاقة ببقية أجهزة المؤسسة الصحفية، الوعي والدراية برؤية الصحيفة بشكل عام، الرؤية الإخراجية، ومستقبل الصحيفة: (التوجه نحو الإصدار الإلكتروني الساكن أو التفاعلي، الاستمرار في الإصدار الورقي، الإصدار المزدوج، التوقف نهائيا عن الصدور).

خلاصة الفصل:



الفصل الرابع – الإطار التطبيقي: المعالجات والحلول:

أولاًمعايير تقويم الإخراج الصحفي في مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design):


ثانياً  – معالجة مشاكل  الإخراج الصحفي (في الصحف المحلية على ضوء معايير التقويم):

المعالجة الجزئية:

ليبيا:
الصفحة الأولى: (اللافتة، الأذنين، المحاذاة العامة، الخطوط، الفواصل بين المواد، الصور، الطباعة).
وطني:
الصفحة الأولى: (اللافتة، العنق، الأذنين، المحاذاة العامة، الخطوط، الفواصل بين المواد، الصور، الطباعة).
أويا:
الصفحة الأولى: (اللافتة، الأذنين، المحاذاة العامة، الخطوط، الفواصل بين المواد، الصور، الطباعة).

المعالجة الكلية:

ليبيا:
الصفحة الأولى: (اللافتة، الأذنين، المحاذاة العامة، الخطوط، الفواصل بين المواد، الصور، الطباعة).
وطني:
الصفحة الأولى: (اللافتة، العنق، الأذنين، المحاذاة العامة، الخطوط، الفواصل بين المواد، الصور، الطباعة).
أويا:
الصفحة الأولى: (اللافتة، الأذنين، المحاذاة العامة، الخطوط، الفواصل بين المواد، الصور، الطباعة).

ثانياًمعالجة مشاكل المخرج الصحفي المحلي:

التخصص الأكاديمي، الاطلاع العلمي، التدريب، الخبرة، التجهيزات (عتاد، برمجيات، مناخ عمل)، المرتبات والمكافآت والحوافز.

خلاصة الفصل:


 الخاتمة:

النتائج والتوصيات:

أولا: النتائج:

ثانيا: التوصيات:


الرسوم والجداول والأشكال:

الرسوم:

لافتة صحيفة ليبيا:
لافتة صحيفة وطني:
لافتة صحيفة فبراير:
لافتة صحيفة داجارديان:

الجداول:

دورة إصدار صحيفة ليبيا.
دورة إصدار صحيفة وطني.
دورة إصدار صحيفة فبراير.

الأشكال:

الصفحة الأولى للعدد () من صحيفة ليبيا.
الصفحة الأولى للعدد () من صحيفة وطني.
الصفحة الأولى للعدد () من صحيفة فبراير.

معالجة المشكلة 1 بصحيفة ليبيا.
معالجة المشكلة 2 بصحيفة ليبيا.
معالجة المشكلة 3 بصحيفة ليبيا.
معالجة المشكلة 1 بصحيفة وطني.
معالجة المشكلة 2 بصحيفة وطني.
معالجة المشكلة 3 بصحيفة وطني.
معالجة المشكلة 1 بصحيفة فبراير.
معالجة المشكلة 2 بصحيفة فبراير.
معالجة المشكلة 3 بصحيفة فبراير.

ملخص الرسالة باللغة العربية


المراجع ( مصادر البحث ):

المراجع العربية:
1.    الإخراج الصحفي والتصميم بين الأقلام والأفكار والحواسيب، د. عبد العزيز الصويعي، دار الآن للطباعة والنشر، قبرص، دار الملتقى للطباعة والنشر، قبرص، بيروت، الطبعة الأولى، 1998.
2.    أسس الإخراج الصحفي، أ. كمال عبد الباسط الوحيشي، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، الطبعة الأولى، 1999.
3.    مائة سؤال عن الإخراج الصحفي، طلعت همام، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، 1984.
4.    مائة سؤال عن الصحافة، طلعت همام، دار الفرقان، عمان، 1988.
5.    بحوث الصحافة، د. محمد عبد الحميد، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1992.
6.    الإخراج الصحفي، د. محمود علم الدين، دار العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 1989.
7.    الصحافة اليومية والإعلام، د. سامي دبيان، دار المسيرة، بيروت، الطبعة الثانية 1987.
8.    فن الإخراج الصحفي، ابراهيم إمام، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1957.
9.    الإخراج الصحفي، أهميته الوظيفية واتجاهاته الحديثة، د.فهد بن عبد العزيز بدر العسكر، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى 1998.
10.          مدخل إلى الإخراج الصحفي، د. سعيد الغريب النجار، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الأولى، 2001.
11.          الحاسب الآلي وتكنولوجيا صناعة الصحف، سمير محمد محمود، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 1997.
12.          مدخل إلى علم الصحافة، د. فاروق أبوزيد، عالم الكتب، القاهرة، 1986.
13.          اتجاهات حديثة في الإنتاج الصحفي، د. محمود ابراهيم خليل، د. شريف درويش اللبان، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2000.
14.          إدارة المؤسسات الصحفية، د. إبراهيم عبد الله المسلمي، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة.
15.          الصحافة اليومية والإعلام، د.سامي ذبيان، دار المسيرة، بيروت، الطبعة الثانية، 1987.
16.          صحافة ليبيا في نصف قرن، علي مصطفى المصراتي، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، الطبعة الثانية، 2000.
17.          الفن الصحفي، د.محمود علم الدين، دار أخبار اليوم، القاهرة، 2004.
18.          الحرف العربي، متعة التاريخ، وعقدة التقنية، د.عبد العزيز سعيد الصويعي، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، 1989.
19.          تكنولوجيا النشر الصحفي، د. شريف درويش اللبان، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الأولى، 2001.
20.          نماذج من الصحافة الليبية بين النقد والتوثيق، د.عابدين الدريدر الشريف، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، 1998.
21.          الصحافة الليبية، دراسة حصرية تحليلية وببلوغرافيا، أسماء مصطفى الأسطى، مجلس الثقافة العام، طرابلس، 2008.
22.          نهاية الصحف ومستقبل الإعلام، برنار بوليه، ترجمة: خالد طه الخالد، الدار العربية للعلوم ناشرون، وزارة التعليم العالي، الملحقية الثقافية السعودية في فرنسا، الطبعة الأولى، 2011.

المراجع الأجنبية:
23.          The Best of Newspaper Design - 25th edition.
24.          The Non Designers Design Book.
25.          What graphic design for?

البحوث والرسائل العلمية:

دراسة إرجنومية تجريبية لبعض أساليب الإخراج في الصحف اليومية المصرية ( مع التطبيق علي صحيفة الجمهورية )، أ.د / أحمد محمد علم الدين، قسم الطباعة والنشر والتغليف - كلية الفنون التطبيقية.
الدوريات:

الملاحق:

نماذج بيانات صحف العينات.

ملخص الرسالة باللغة الإنجليزية:


الفهرس العام:




[1] - الباحث أ.كمال عبد الباسط الوحيشي  (نسأله المولى أن يرحمه ويثيبه عن علمه أجرا حسنا)  عزى أسباب ضعف الإخراج إلى غياب الصحف الليبية خلال فترة ليست بالقصيرة منذ عام 1973، وكذلك ظهور الصحافة المهنية متباعدة الصدور، التي أدت حسب وجهة نظره إلى ابتعاد أغلب الفنيين العاملين في حقل الصحافة وعدم تواصلهم مع الجيل الجديد من الشباب، مما أنتج جيلا قليل الخبرة لعدم مواكبته سير العمل الصحفي، أثر سلبيا على شكل الصحف، أنظر أ كمال عبد الباسط الوحيشي، أسس الإخراج الصحفي، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، الطبعة الأولى 1999، ص ص 12،13.
[2] - جمعية التصميم الصحفي Society for news design:
[3] - ، هذا التقييم تخضع له عشرات الآلاف من الصحف المتقدمة لمسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design)عبر العالم، لتتصدر النتيجة بالنهاية صفوتها إخراجيا، يصدر عبر دليل سنوي للجمعية، وصل إلى الإصدار رقم 33 سنة 2013، عن المنافسة خلال 2012.
[4] - طلعت همام، مائة سؤال عن الإخراج الصحفي – موسوعة الإعلام والصحافة، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، الطبعة الأولى 1984.
[6] - جاء في تقديم المجلد السنوي 31 التقييمي لأعمال الإبداعية سنة 2009:
the mission of the society for news design is to enhance excellence in visual journalism and communications around the world.
to that end, the society will:
promote the highest ethical standards in all of our crafts, champion visual journalism as an integral discipline, educate journalists on a continuing basis, celebrate excellence in all aspects of journalism, encourage innovation throughout our industry, provide a fourm for critical review and discussion of issues, value our unique and diverse international and multicultural character.
أي: (جمعية التصميم الصحفي) هو تعزيز التميز في مجال الصحافة المرئية والاتصالات في جميع أنحاء العالم.
تحقيقا لهذه الغاية، ستقوم الجمعية:
تعزيز أعلى المعايير الأخلاقية في جميع الحِرَف لدينا، تنظيم منافسة الصحافة المرئية كفرع لا يتجزأ، تعليم الصحفيين على أساس مستمر، احتفال التميز في جميع جوانب الصحافة وتشجيع الابتكار في جميع أنحاء صناعتنا، وتوفير لإن قسم مراجعة نقدية ومناقشة القضايا ، ذات قيمة فريدة متنوعة دولية  الطابع متعددة الثقافات.
[7] - جرت العادة على استخدام كلمة (تقييم) للدلالة على إخضاع شيء للاختبار بقصد معرفة مستواه وفق معيار ما، والصواب لغويا هو (تقويم).
[8] - د. محمد عبد الحميد، بحوث الصحافة، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1992، ص194.
[9] - للانضمام إلى المسابقة: http://www.snd.org/competitions/print/how-to-enter/
نموذج عن دعوة للاشتراك باللغة العربية من الموقع الرسمي في مسابقة التصميم السنوية الثالثة والثلاثين لسنة 2011: http://www.snd.org/wp-content/uploads/2010/01/SND-Arabic-Call-for-Entries.docx
مطوية شاملة بالإنجليزية: http://www.snd.org/wp-content/uploads/2010/01/SND_CFE34_Booklet.pdf
نموذج مشاركة قابل للتعبئة:
نموذج تعبئة بيانات الدفع للمشاركة:
نموذج كوبونات التصنيف للمواد المراد المشاركة بها في المسابقة:
[10] - ضعف المؤسسة الصحفية، وانعكاسها على المخرج (ضعف الإلمام بالمفاهيم والأسس العملية للإخراج الصحفي، صحافة القطاع العام سببت عدم وجود تنافس حقيقي بين المطبوعات المحلية وبالتالي غيبت حافز التنافس، عدم مواكبة مدارس وتوجهات الإخراج الصحفي الحديث، ضعف بعض العناصر التيبوغرافية التي تفرض على المخرج كالصورة، نوع الخطوط، عدم الاهتمام بتوفير فرص تدريب طويلة الأمد للمخرجين).
[11] - فترة تولي د.محمد بعيو مسؤولية إدارة المؤسسة العامة للصحافة.
[12] - د. فاروق أبوزيد، فن الخبر الصحفي، دراسة مقارنة، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الثانية، ص9.
[13] - د.محمد عبد الحميد، بحوث الصحافة، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى 1992، ص193.
[14] - عن مركز معلومات التصميم: http://www.ergo-eg.com/2.php : "الإرجونومية تعنى بالتوافق والملائمة والمطابقة. التوافق بين البشر والأشياء التى يستخدمونها والأشياء التى يفعلونها والبيئة التى يعملون خلالها وينتقلون فى أرجائها يل والتى يلهون ويلعبون فيها. إذا ما تحقق هذا التوافق والملائمة بشكل جيد فإن الضغوط التى تقع على البشر تقل. وسيشعرون بالراحة أكثر وسيمكنهم أداء مهامهم أسرع وأسهل وسيقعون فى عدد أقل من الأخطاء." جمعية الارجونوميكس الاوروبية.
"Ergonomics is about 'fit': the fit between people, the things they do, the objects they use and the environments they work, travel and play in.  If good fit is achieved, the stresses on people are reduced.  They are more comfortable, they can do things more quickly and easily, and they make fewer mistakes." The Ergonomics Society  (Europe)
[15] - د. محمود علم الدين، الإخراج الصحفي، دار العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 1987، ص12.
[16] - الصحف المحافظة: هي الصحف التي تلتزم بالجدية والاتزان فيما تنشره من أخبار وموضوعات، وفيما تستخدمه من أساليب فنية في إخراج الصحيفة.
[17] - الصحف الشعبية: وهي التي تحاول النزول إلى مستوى القارئ العادي وتسعى إلى جذب أكبر عدد من القراء وتتوسل إلى ذلك بنشر كل ما يثير اهتمام القراء من أخبار وموضوعات وباستخدام الأساليب الجذابة في الإخراج الفني، وقد غالت بعض الصحف في السير في هذا الاتجاه فعرفت بالصحافة الصفراء أو صحافة الإثارة.
[18] - الصحف المعتدلة: وهي الصحف التي تحاول أن تقف في الوسط بين الصحف الشعبية والصحف المحافظة فتأخذ عن الصحف المحافظة بعض ما تلتزم به من جدية واتزان في اختيار الأخبار والموضوعات وطرق الإخراج الفني، وتأخذ عن الصحف الشعبية بعض أساليبها في جذب أكبر عدد من القراء.
[19] - أ كمال عبد الباسط الوحيشي، أسس الإخراج الصحفي، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، الطبعة الأولى 1999، ص92.
[20] - فكر الباحث سابقا في اختيار صحيفتي العرب وThe Tripoli Post لأن الأولى تمثل صحيفة عربية ليبية أوربية النكهة (تجهز في لندن)، والثانية باعتبارها صحيفة إنجليزية ليبية أوربية النكهة أيضا (تجهز في مالطا)، ولكن استبعدهما لاحقا لسبب جوهري، وهو إجراء عملية إخراجهما خارج ليبيا، في حين يعنى البحث بشأن المخرج الصحفي المحلي.
[21] - فكر الباحث سابقا في اختيار صحيفة ليبيا الجديدة، باعتبارها أحد الصحف التي انطلقت من تونس أثناء الثورة (منذ يوليو 2011)، ولكن نظرا لارتباط الباحث بها منذ انطلاقها ومساهمته في تحريرها وإخراجها، فضل اختيار صحيفة أخرى ضمانا للحياد أثناء التقويم.
[22] - الموقع الرسمي لصحيفة فبراير: http://www.febpress.ly/
[23] - الموقع الرسمي لصحيفة وطني: http://watanipress.ly/
[24] - الموقع الرسمي لصحيفة البيان: http://www.albayan.ae/
[25] - رابط إشادة جمعية التصميم الصحفي بصحيفة البيان: http://www.snd.org/2010/11/supercharged-design-in-dubai/
[26] - الموقع الرسمي لصحيفة الشبيبة: http://www.shabiba.com/
[27] - مقال عن المصمم باعتباره مخرج غلاف التقرير السنوي مسابقة التصميم السنوية (أفضل تصميم صحفي Best of Newspaper Design) التي تنظمها (جمعية التصميم الصحفي society for news design): http://www.snd.org/2011/09/meet-the-man-behind-the-cover/
[28] - الموقع الرسمي لصحيفة الإمارات اليوم: http://www.emaratalyoum.com/
[29] - رابط الصحف التي حازت تقدير جمعية التصميم الصحفي: http://www.snd.org/competitions/print/worlds-best-designed/
[30] - الموقع الرسمي لصحيفة دا جارديان: http://www.theguardian.com/uk
[32] - رابط الخبر عن موقع داجارديان: http://www.theguardian.com/gnm-press-office/guardian-news-media-snd-awards-2012
[33] - الموقع الرسمي لصحيفة إل إيكونوميستا: http://www.eleconomista.es/
[36] - الموقع الرسمي لصحيفة بلس بِزنيس: http://www.pb.pl/
[37] - د. عبد العزيز الصويعي، الإخراج الصحفي والتصميم بين الأقلام والأفكار والحواسيب، دار الآن للطباعة والنشر، قبرص، دار الملتقى للطباعة والنشر، قبرص، بيروت، الطبعة الأولى، 1998.
[38] - قامت جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، باعتماد كتاب "الإخراج الصحفي والتصميم بين الأقلام والأفكار والحواسيب" كمرجع أساس لمادة التصميم والإخراج الصحفي المقررة على طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية: http://www.kau.edu.sa/Show_Subject.aspx?SN=649&Site_ID=125&Lng=AR.
[39] - أ. كمال عبد الباسط الوحيشي، أسس الإخراج الصحفي، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، الطبعة الأولى، 1999.
[40] - أ. كمال الوحيشي، أسس الإخراج الصحفي، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، الطبعة الأولى 1999، ص42.
[41] - د. سامي دبيان، الصحافة اليومية والإعلام، دار المسيرة، بيروت، الطبعة الثانية 1987، ص315.
[42] - ابراهيم إمام، فن الإخراج الصحفي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1957، ص.ص 11-12.
[43] - د. سعيد الغريب النجار، مدخل إلى الإخراج الصحفي، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الأولى، 2001، ص13.
[44] - د.فهد بن عبد العزيز بدر العسكر، الإخراج الصحفي، أهميته الوظيفية واتجاهاته الحديثة، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى 1998، ص7.
[45] - د.محمود علم الدين، الإخراج الصحفي، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 1989، ص9.
[46] - [46] - طلعت همام، مائة سؤال عن الصحافة، دار الفرقان، عمان، 1988، ص10.
[47] -  طلعت همام، مائة سؤال عن الإخراج الصحفي الصحافة، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، 1984، ص8.
[48] - قد تكون مساحة العمل جزءا من صحيفة، نشرة، مجلة، مدونة، ورقية كان أو إلكترونية، وفق الرؤية الجمالية للمخرج الصحفي.
[49] - أ. كمال عبد الباسط الوحيشي،أسس الإخراج الصحفي، منشورات جامعة قاريونس، الطبعة الأولى، 1999، ص197.
[50] - د. سعيد الغريب النجار، مدخل إلى الإخراج الصحفي، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى، 2001، ص 247.
[51] - بعد بحث مطول بين المراجع، اعتمد الباحث على تصنيف أ. عبد العزيز سعيد الصويعي كما جاء في كتابه (الإخراج الصحفي والتصميم) الذي جاء جامعا لا يستحق معه إلى (محاولة إعادة اختراع العجلة) من جديد، خاصة مع اعتماد جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية لكتابه كمرجع أساس لمنهج التصميم والإخراج الصحفي.
[52] - د. عبد العزيز الصويعي، الإخراج الصحفي والتصميم بين الأقلام والأفكار والحواسيب، دار الآن للطباعة والنشر، قبرص، دار الملتقى للطباعة والنشر، قبرص، بيروت، الطبعة الأولى، 1998، ص 135.

السبت، 7 أبريل 2012

جائحة تتهدد أطفالنا - وصمت يلف إعلامنا

بنتاي، طفلتان أرى فيهما وأمهما وقود اجتهادي وعملي لدنياي، لُوَّعْتُ بمرضهما المتكرر هذه السنة، ليشترك الشتاء، والقمامة –وربما أشياء أخرى- في إقعادهما أكثر من مرة، والمشكلة المتكررة دوما هي: أثق في الله، ولا أثق في الطب الليبي، تَرِكَةُ سنوات الظلام.
مرض ابنتي الصغرى مؤخرا كان استثنائيا، توقفت عن إشاعة الضحك بيننا كعادتها، تلك الطاقة التي كنت أتعجب صدقا من عدم نضوبها نهاية النهار لننعم بانتقال سلس من سلطة المعاش إلى سلطة اللباس، أرعبني ما استبد بها من خمول، فانطلقت على عجل يوم الأربعاء لأبحث عن رابع المستحيلات: دكتور يعرف ما يفعل، ووجدت من استبشرت خيرا على يديه لساعات انتهت بعد منتصف الليل، ولن أستطيع تقييم السبب أهو كفاءة أم تفاعل للمرض أسرع من أداء الطبيب.
النتيجة، تغيب عن عملي يوم الخميس لأسابق الزمن من منتصف النهار وحتى الساعة الرابعة، مبتدأ بالتنطع والانتقاء بين المصحات، ومنتهيا بالتوسل لأيٍ منها، لأنه ووبساطة: لا وجود لمصحة في طرابلس قادرة على إيواء مرضى، خاصة من الأطفال.
هذه هي الحقيقة التي لم أعلمها إلا الأمس، فمن مصحة المسرة التي أقرت فيها الطبيبة بضرورة إيواء ابنتي بمكان يمكن فيه متابعة حالتها مع التغذية العاجلة المتعذرين بالمصحة، إلى التنقل بين المصحات كلها بلا استنثاء تقريبا، المختار، الرازي، السرور، الأخوة، الهلال، الجلاء، إلى توقف مؤقت بإحداها منحت مخفض الحرارة والتغذية، لتتحسن حالتها جزئيا قبل أن تتدهور، آلام هائلة بملامحها وتقلص وزرقة وبرودة في أطرافها دفع الطبيبة لنصحي بالتوجه إلى أحد ثلاث أماكن مؤهلة لاستقبال حالتها، الطبي والخضراء والجلاء، واستمر مسلسل التخبط والبحث لأجد طابورا هائلا في مستشفى الخضراء بلا تنظيم رغم وجود ترقيم شكلي لا أحد يعتد به، هاتف سريع لأحد زملائي لأتشجع وأقدم آخر تنازل توقعته وأتوجه إلى مركز طرابلس الطبي الذي كنت أعتبره ملاذ من لا ملاذ له، ومستقر الخروج من الدنيا.
وقت يشير إلى بعد منتصف الليل، جري بين الممرات، ازدحام جزئي قرأت فيه اشتراك الآخرين معي في تخوفي من المكان، لكن الحقيقة المرعبة ذاتها أقرها مستند مثبت على باب عيادة الأطفال: عدم قدرة المستشفى على قبول الإيواء بعلم الوزارة.
أطفال كثيرون يسعلون، أهل مثقلون بالخوف والتعب والرعب والترقب، تنتهي الأحاديث عن الفيدرالية وعما شابهها لتنحصر الهموم في طفل تستطعم في عجزك معه مرارة العلقم، لتلعن القذافي بكل كيانك وتتمنى لو كنت من أمسك به لتكون مرسله إلى جهنم.
صبر، فعد تنازلي للدور للعلاج، فكلمات مبعثرة وتقارير تروي حالة ابنتي، حمام سريع بارد لها لتخفيض حرارتها قبل البدء في علاجها، عجز في نوع كيس التغذية المناسب لحالتها لتعويض نقص الصوديوم، لكن شيء أفضل من لا شيء ما دام غير ضار لحالتها، عيون الطبيب تبحلقان فكادتا أن تغادرا محجريهما وهو يهتف: لا حول ولا قوة إلا بالله، وفقا للأوراق التي جلبتها معك، ابنتك حقنت بمخفض حرارة غير مناسب لسنها هو سبب تدهور صحتها، تسبب هذا الخطأ في مقتل فتاة في مستشفى (خ).
لا تعليق مناسب على عبارته فليس هذا وقته، وقت مر على والدتها وعلي كدهور ونحن نتأمل قطرات سائل التغذية تنساب عبر جسدها داعين الله أن يلطف بها وبنا، وما يشبه الانهيار دفعني للأتيان بما كنت أستهجنه من غيري سابقا، لأتوسد المقاعد الحديدية وأغيب عن الوعي مرات عدة، أستفيق وأتوجه إلى حجرة التغذية، أم ريان (زوجتي) تحاكي فعل بدن رؤى لتتحسن بتحسن حالتها أمامها، عودة للتهالك على المقعد الحديدي، حماتي وشقيق زوجتي، ثم أخي، يشاطروننا الهم والمكان.
خاطر يستبد بي بإلحاح: أين هذه الكارثة من الإعلام؟ وأين هو منها؟ جائحة تصيب أطفالنا بنزلة معوية واحتقان اللوزتين والإسهال والقيء والتهاب الصدر والحرارة لتمتليء وتغص أقسام الإيواء دون إشارة واحدة إلى ما يحدث؟ هل أنا الأب الوحيد الذي (يتعاطى) الإعلام وفيسبوك في ليبيا كي أتحدث وأثير المسألة ضمن أسوأ تجربة أبوية أحياها؟
الساعة تشير إلى الثامنة عندما استفقت على صوت زوجتي لأعلم أن عبوة التغذية قد انتهت على ما يرام، وأن وقت المغادرة قد حان، تقرير أخير من طبيبين يقرران فيه ضرورة عدم منح ابنتي مضادا حيويا، والاكتفاء بمنحها أكياس مضاد للبكتيريا والإسهال، ومحاولة إطعام ابنتنا على مهل، عبارات شكر وجهتها بشكلي (المتبهدل) للدكتور (متبهدل الشكل أيضا).
قرار نهائي مني بمغادرة ليبيا إلى تونس للاطمئنان على رؤى وريان أيضا لأنها سبقت أختها في المرض ذاته ولم تشهد سوء حالتها، قرار أعلم أنه ضد ظروف عملي العام والخاص، لأن الشركة التي أعمل بها تمر بمرحلة صعبة، والعمل (على قفا من يشيل)، لكن الغاية (تأمين حياة أسرتي) أهم من الوسيلة (تعطيل وسيلة التأمين مؤقتا، أي عملي في الشركة).
سؤال لك يا د.فاطمة الحمروش: هل تنتظرين أن يصاب لك قريب حتى تدركي حجم الكارثة؟

وسؤال لكم يا من ترون أنفسكم مهمشين من خارج طرابلس: أما زلتم تعتقدون أننا نعيش في دبي؟









الأحد، 19 فبراير 2012

نيو داونلود NeoDownloder أداة رائعة لتنزيل الملفات من المواقع

كم من منجم على الإنترنت ظل مكتنزا مواده المنوعة وأنا قابع أخطط لاقتحامه محتارا، كيف السبيل إليها؟
تبدأ القصة في كل مرة بطريقة مختلفة، تارة أبحث عن صور لاستخدامها في المطبوعات التي أعمل على تصميمها، تارة أخرى أبحث عن ملفات صوتيات، تارات أخرى أبحث عن دروس تعليم، وهكذا، وعندما أجد ما أبحث عنه، أجده وسط أكوام من المواد الأخرى، لتتجاوز المادة التي أبحث عنها كما وكيفا قدرتي على التنزيل اليدوي، ناهيك عما قد تسببه العملية من ملل وتكرار كفيل بعد زمن قصير بترك الجمل بما حمل قبل استضافة بدني لأمراض كالضغط والسكري جراء رتابة الأمر.
وكالعادة، ولأنه لا جديد تحت الشمس، كنت أدرك وجود حل لهذه المشكلة، حل أوجده من طرق أبوابها مثلي من قبل فأنتج وسيلة ربما لم أسمع عنها سابقا، لكنها تنتظر أن أبحث عنها لأجدها.
وهذا ما حدث، قمت بالبحث، فوجدت بضعة حلول، وبعد التجربة، تبين أن أحدها تحديدا كان الأنجع.

رابط موقع البرنامج:
http://www.neodownloader.com/

السؤال المهم: ما وظيفة البرنامج؟
  1. إنزال الملفات التي تود إنزالها من الموقع الذي تريد، شريطة عدم وجود قيود للإنزال من جهة الموقع.
  2. دعم أنواع عديدة من الملفات بشكل قياسي، كالصور بأنواعها، ملفات الوسائط كالفيديو، مع إمكانية تخصيص نوع الملفات التي تود إنزالها إن لم تكن قياسية.
إنزال البرنامج:
  • بزيارة رابط الإنزال من الموقع، سنجد نسختان، واحدة خفيفة NeoDownloader Lite، والأخرى كاملة NeoDownloader، صفحة التنزيل:
    http://www.neodownloader.com/downloads/
  • من نافلة القول بأن النسخة الخفيفة محدودة المزايا مقارنة بالكاملة، وهذا ما يتضح عبر المقارنة التالية:

الميزة النسخة الخفيفة النسخة الكاملة
الملفات الممكن إنزالها JPEG فقط كافة أنواع الملفات!
ملفات الصور (JPEG, PNG, GIF, الخ.),
الملفات الصوتية (MP3, WAV, etc),
الفيديو (MPEG, AVI, MOV, FLV, الخ.),
أنواع أخرى (e.g. EXE, ZIP, PSD, الخ)
تنزيل من وصلات مواقع مكتبات صور المصغرات نعم نعم
الخلو من الدعايات نعم نعم
عدد الملفات الممكن تنزيلها 2,000 ملف من كل موقع غير محدود
مستعرض صور متضمن نعم نعم
مشغل ملفات ميديا متضمن لا نعم
مرشح لاستعراض الملفات المنزلة لا نعم, بواسطة التسمية, نوع الملف, الحجم, اتجاه الصورة, إلخ.
تنزيل من مواقع تستوجب كلمة مرور واسم مستخدم لا نعم
دعم دخول بواسطة نماذج هتمل لا نعم
قابلية إنشاء قوالب تنزيل مخصصة لا نعم
محلل هتمل مخصص لا نعم
دعم ملفات مضغوطة زايب ورار لا نعم
الحد الأقصى للاتصالات 3 20
سرعة التنزيل القصوى 128 KB/sec غير محدود
رخصة الاستخدام مجاني تجريب مجاني لمدة شهر

  • سأتحدث عن البرنامج في نسخته الكاملة التجريبية.
  • فور التثبيت، ثم التشغيل، ستظهر إيقونة سابحة على سطح المكتب، يمكن استخدامها لتنزيل من الموقع المراد تنزيل مواده وذلك عبر سحب أيقونة الموقع المجاورة لاسمه في المستعرض لديك وإفلاتها على الأيقونة السابحة.
  • مثال عملي، سنعمل على مشروع تنزيل لوحات الفنان الهولندي فان جوخ من الرابط التالي:
  • بعد فتح صفحة المشروع (صفحة لوحات الفنان) نقوم بسحب إيقونة الصفحة (فافيكون) وإفلاتها على أيقونة البرنامج السابحة.

  • ستظهر لنا فورا نافذة مساعد التنزيل التالية التي ترحب بك مع مشروع تنزيلك الجديد، مقدمة لك خيار تغيير اسم البرنامج، أو إمكانية إدخال كلمة المرور واسم المستخدم الخاصان بك إذا كنت مشتركا في موقع صور بمقابل مثلا:

  • يفضل أن تضغط على الخيار (التالي = Next) من أجل الاستمرار، لأن اختيارك للخيار (إنهاء = Finish) لا يتيح لك ميزة اختيار نوع الملفات المراد تنزيله، اختر الزر (التالي = Next).
  • النافذة التالية تمكنك من اختيار قالب تنزيل لمشروعك، يمكنك الاختيار ما بين ثمان قوالب جاهزة لتنزيل مكتبات ما بين صور و/أو فيديو، وكذلك ملفات صوتية، أو ملفات مضغوطة، حسب الرغبة، بما أن المشروع الذي اخترناه خاص بصور الفنان فان جوخ، من المنطقي أن نختار قالب صور فقط للاستمرار، ثم الضغط على (التالي = Next):


  • النافذة التالية هي النهاية المبدئية لبدء تنزيل مشروعك، يمكنك من خلالها الضغط على الزر (إنهاء = Finish) لبدء التنزيل فورا، أو الضغط على صندوق اختيار فتح خصائص متقدمة للمشروع فور الضغط على الزر (إنهاء = Finish).
  •  في حالة اختيارك الضغط على صندوق اختيار فتح خصائص متقدمة:

  • ستظهر لك النافذة التالية:
  • ميزة هذا الخيار إتاحة المزيد من الاختيارات لك، مثل:
  1. تفعيل صندوق محاكاة بنية مجلدات الموقع تتيح لك تنزل الملفات بذات وضعها التشعبي في الموقع، في حال عدم تفعيلك لهذه الميزة سيتم تنزيل كل الملفات في مجلد واحد، وهذا قد يسبب لك مشكلة ناتجة عن تشابه أسماء ملفات تضطر البرنامج إلى إعادة تسميتها آليا، ننصح بتفعيل هذه الخاصية.
  2. تحديد إمكانية متابعة الصور وإن كانت على مواقع أخرى عبر تبويب Scan Settings عبر  الجزء السفلي External Links وتفعيل مربع الاختيار Download linked files from other websites بل ويمكنك تتبع عمق المواقع المستهدفة حتى ثلاث مستويات مسح.
  3. النافذة التالية من أهم النوافذ، منها يمكنك تحديد نوع الملفات المراد تنزيله، فإن لم يكن موجودا ضمن القوالب الجاهزة، يمكنك إدراجه بنفسك:
  • يمكنك ذلك عبر اختيار صندوق الاختيار الأخير Other Extensions separated with comma وفي هذه الحالة عليك تدوين امتدادات الملفات المطلوب تنزيلها، وتحديد أكثر من نوع امتداد مع فصلها بفاصلة إذا كانت أنواع الملفات المطلوبة مختلفة.
  • هذه النافذة هي التي ستظهر لنا فور مباشرة تنزيل المشروع، أجزائها أربع:
  1. الأول الأيسر يوضح تسلسل شجري للمشاريع، مع حالة تقدم التنزيل عبر وضيح عدد الملفات المنزلة.
  2. الثاني في الوسط يوضح أسماء الملفات المنزلة، مع إمكانية ترشيحها وترتيبها حسب الاسم أو التفضيل أو الحجم أو المشاهدة، إلخ.
  3. الثالث الأيمن يعرض الملفات التي تم تنزيلها، بإمكانك الانتقال بين الملفات لمشاهدتها بالضغط على الزرين أعلى وأسفل في لوحة الأسهم.
  4. الربع السفلي يوضح الملفات قيد التنزيل وحالة التقدم في التنزيل.


أنصحك بالتجول عبر البرنامج، فهو غني بالمزايا التي أهلته للحصول على شهادات متعددة من:


الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

وجها لوجه مع القذافي

الشيخ الشهيد محمد المدني / مدونة سلفيوم

خليط هي بين القصة الساخرة والواقع المرير الذي عاشه الليبيون خلال "اعتصار" الجماهير، ولكنه قبس يلقي الضوء على حقيقة واضحة:
عندما تصطدم مع القذافي وجها لوجه، فستعلم يقينا أن حريتك وفكرك غاليا الثمن.

--------------------------------------------------
وجها لوجه مع القذافي
--------------------------------------------------

توطئة:
أحداث هذه القصة حقيقية، نصوص المحادثات قد تكون غير دقيقة حرفيا ًبسبب التقادم وخذلان الذاكرة، وكذلك خضوعها لمعالجة الفصحى حتى يفهمها غير الليبيين، أما مضمون المحادثات، فهذا ما يضمنه ما أدعيه من أمانة أعتقدها في ذاتي، لعلمي أنني أقدم شهادة لمن يهتم على أحداث مرت بي بمعية من غادر الدنيا إلى دار الحق.

الفصل الأول: المخيم الأول للمتفوقين والمواهب

الشخصيات:
1-     عبد القادر اللموشي: شاب متعلم مثقف طموح، صديق وزميل دراسة، وصاحب فكرة المخيم.
2-     أنا: يمكنك مطالعة المدونة إن شئت معرفة المزيد عني.

صيف 1992، أمسية من أماسيه التي كان شبابنا يحار في كيفية قضائها، فمن لم يلتهب عقله بحب كرة القدم أو السباحة، لن ينعم بمشاهدة الفضائيات لأنها ترف تفصله عنا بضعة سنون أخرى، أما عن الإنترنت، فلم ترتق بعد لتكون حلما من أحلام العالم الثالث.
لم أتعد السابعة عشر بعد، ولم أعرف تسلية غير المطالعة والرسم والخط ومواصلة أخلائي محمد الجربي ووائل الرعوبي وقليل ممن قادهم حظهم العاثر ليبتلوا بصدقاتي، ومنهم عبد القادر اللموشي، الذي لطالما أثارت طريقة إاستهلاكه للزمن، لديه وقت للقراءة، للرياضة، للحلم، للتخطيط، للتعارف، وحتى للحديث معي :
- نعتزم التحضير لمخيم من أجل تكريم الأوائل دراسياً.
حتما لا أحفل بمن عناهم في صيغة الجمع "نعتزم"، فلي رأيُ كفيل بإسقاط رأسي فور مغادرته، ما أحفل به هو:
- هل سيكون على غرار معسكرات البراعم أو اللجان الثورية؟
- لا، الغرض الأساس هو تكريمهم.
- لماذا لا يتم توفير فرصة الكشف عن ميولهم وإبداعاتهم الفنية خلال المخيم، لتزجية وقتهم أولا، ولتُجمع وتجهز في معرض ختامي ثانيا.
- فكرة جيدة، تحتاج من يعنى بها، هل تستطيع المشاركة بالخصوص.
- إن شاء الله.
هكذا كان موضوع حوارنا الأول، ولطالما شعرت بحيرة حول قدرة عبد القادر الفريدة على السير بين دهاليز اللجان الثورية المقيتة ومكتب الاتصال واتحاد الطلبة دون أن يفقد آدميته وحسن خلقه ومعشره فلا ينجر إلى حضيض ممارسات سدنة فكر القذافي من وشاية وتقتيل وإرهاب، معادلة مستحيلة استطاع تحقيقها بمعجزة لا يعلمها إلا المولى، ولو كنت أعلم عنه غير هذا لنفذ رصيد صدقاته لي منذ زمن.
قبيل بدء أيام المخيم الأول للمتفوقين والمواهب، كنت قد اجتزت للتو امتحانات الدور الثاني للسنة الثانية ثانوي في مادتي الكيمياء والرياضيات البحتة بثكنة علي وريث الثانوية، وهي مؤسسة تعليمية تميزت دوماً بتعاقب أبناء كبار المسؤولين -في تلك الحقبة- للدراسة فيها، ولم يكن أبناء القذافي وأعوانه استثناء، فجُمِعْتُ في فصل دراسي بهانيبال القذافي، لا حاجة لسؤالي حول سبب اضطراري خوض تجربة دور ثان، فالإجابة مزيج أحار فيه بين سوء –لا إهمال- دراسة مني، وبين حظ عَثِر، ونتائج الفترتين الأولى والثانية خير برهان.
انطلقت فعاليات المخيم من داخل ما كان يسمى ملتقى 11 يونيو للشباب العربي في منطقة القره بوللي، وهو مصيف رائع على البحر، لأعيش بينأولائك العباقرة الصغار الذين تميزوا عن بقية أقرانهم بكد ومثابرة تُوِّجا بالتفوق، ولولا قليل من حياء لقدمت أفكارا تثير حسد وغيرة البروفيسير منجل شخصيا لتطرفها في كيفية رصد لحظة الإبداع داخل عقول المبدعين عن كثب، علَنا نكشف الوصفة السرية لتفوقهم فنعممها على بقية الشباب ونملأ بلدنا بالعباقرة، ولكن هذا لم يحدث لحسن الحظ.
تساقطت أيام عمر المخيم ورقة تلو الأخرى، أوراق جميلة من التعارف والنشاط أثبتت لي أن التفوق العلمي قمة جبل جليد قاعه مؤسس على حسن الخلق وإدارة الوقت في الأغلب، سررت جدا بترجمة أفكار بعضهم على هيئة أعمال فنية بصفتي مشرفاً للنشاط الفني، ولم تبق إلا ورقة واحدة هي ورقة الغد الختامي، لتتدخل قوة خفية عنا أطالت عمره إلى أجل غير مسمى، قوة استحضرت أسرة المخيم بأكمله في حافلة نقل سريع  إلى مدينة سرت، لنعلم فيما بعد أن القذافي شخصيا هو مصدر هذه القوة استجابة لدعوة من إدارة المخيم تدعوه للحضور.
ليل، فمعسكر للبراعم بلا نوافذ، حشود ناموس فاخر يجد طريقه بشكل ما إلى بشرتك رغم ملابسك وما تلتحفه من شراشف، أجاد الأستاذ عمران معتوق الوصف عندما قال بأنه تابع كراديسها أثناء تجمعها المنظم في الساحة توطئة لانطلاقها نحونا كوجبات شهية دعانا القذافي لها كقربان.
شمس ونهار، فخيمة داخل المعسكر، وتدافع مفاجيء لسيارات دفع رباعي، أتربة وغبار، تدافع لأسرة المخيم لاستقبال القذافي، وتراجع مني لحرصي المفرط على كرامة أحرص ألا يتهدر من قبل أحد حرسه -ولن يتورعوا- إذا ما رأوا بأفقهم الأمني ما يتهدد قائدهم مني.
صفوف أسرة المخيم تتناوب لاختلاس لحظة من الزمن في صور تذكارية جوار القذافي، محاولات لن تجد تفسيراً لها عندما تعلم بأن مصير الصور مجهول بالنسبة لهم، ولم أكن للأسف استثناء في التفكير، وإنما استثناء في التنفيذ، داع أخرق دفعني لمحاولة غير مسبوقة للتصوير أمامه بدلا من جانبه أسوة بمن سبقني، وكدت أُقْتَنَص في غفلة مني -حسب شهادة رفاقي لاحقاً- على هذا السلوك لولا إشارة من القذافي استوقفت حرسه تاركاً إياي لأتخذ وضعية نصف جلوس أمامه بمواجهة الكاميرا، وأبتسم تلك الابتسامة البريئة دون أن أعلم أي خطأ فادح اقترفته لأدفع ثمنه فيما بعد، "تشك تشك، تشك تشك"، ووجدت اللحظة طريقها إلى عدسة وفلم الكاميرا ومعدات التحميض كزرع سيحين قطافه فيما بعد، من نافلة القول أنني لم أصافحه، وهذا كان خطأ آخر.
عودة إلى المخيم، لتدور في الخفاء فصول قصة مرعبة أخرى قد أسردها مستقبلا، اختتام، فعودة إلى حياتي الطبيعية ...مؤقتا.
نسيت أن أخبركم شيئا مهما، المخيم كان برعاية مؤسسة مرعبة، سميت بشعبة اللجان الثورية بالمؤسسات التعليمية، برئاسة المدعو صالح ابراهيم.

*****

الفصل الثاني: عند صالح ابراهيم

الشخصيات:
1-  صالح ابراهيم: شخصية برزت وصعدت بدعم من القذافي لتجد لها مكانا في الوسط التعليمي من أجل تسييسه وتكريسه لخدمة فكر القذافي، ما ذنب التعليم ليعاقب بمثل هذه الشخصية في صفوفه؟ لا أفهم.
2-     ع.غ: صديق مشترك لي ولعبد القادر اللموشي، و أحد ضيوف المخيم الأول.
3-  أحمد كيجمان: عمل رفقة صالح ابراهيم في عمله الذي لا أعلمه لتنفيذ أشياء لا أعرفها من أجل أهداف لم أعلم عنها شيئا، انتهى به المطاف ليعمل في وظيفة ما بمكتب عائشة في جمعية واعتصموا.
4-     أنا أيضاً.

أيام معدودة عقب المخيم، جاء على إثرها المدعو أحمد كيجمان قاصداً منزل والدي في غيابي، محملاً برسالةٍ قصيرة بليغة أبلغها أسرتي: على مراد التواجد صباح الغد عند مقر شعبة اللجان الثورية بالمؤسسات التعليمية بأي ثمن، وسداً للذرائع، يمكنه -أنا طبعا- الحضور في سيارة أجرة ستتكفل الشعبة بسدادها، المهم أن أحضر، ولم أكن المدعو الوحيد، بل برفقة "ع.غ" الذي أعتذر عن ذكر اسمه كاملا دون علمه ورغبته، إلحاحه منح والدي يقيناً جازماً بسوء عاقبة تجاهلي الرسالة.
غموض وتوتر لا أنكر استمتاعي به لأنني كنت مترعاً بشحنة "بوليسية" هائلة جراء مطالعتي لقصص بوليسية لرجل المستحيل والمغامرون الخمسة وما إلى ذلك، قليل من الصبر حتى الغد وإن غدا لناظره لقريب، والد حكيم أنعم المولى عليَّ به، تجاذب معي حديثا قصيرا، أدرك والدي أن سبب استدعائي لا يستحق أن يثير المخاوف بقدر ما يثير من تساؤلات، فالقذافي يتعاطى بحزم مع من يتهددونه، وإرهاصات استدعائي مطمئنة إلى حد كبير، دعك من كوني حريص كل الحرص على عدم الثرثرة علناً، ولن أكون مؤذياً لأكثر من نفسي على أحسن تقدير، نصح منه لي "رد بالك على روحك، أي انتبه لنفسك" وكفى.
صباح جديد، "ع.غ" بصحبتي في سيارة والدي التي وجدت طريقها سالكا حتى مقر الشعبة، غادر والدي ووجدت نفسي مع "ع.غ" في مكتب صالح ابراهيم.
عبارات تحية مقتضبة، لا يعلم أنني أمقته وكل منتسب إلى اللجان الثورية، صورة الشهيد "الشويهدي" وهو يعدم في ملعب بنغازي لم تُمح من ذاكرتي طفلا، تُراه هو من ردد كلمة "يانا عليَّ" أم أنه ...
- هل تعلمون أن "القائد" هو من طلبكم؟.
نعم، لدينا فكرة ما، ولكن رأسي أومأ بالنفي، فأحمد كيجمان هو من ألمح بهذا في غمرة حرصه على ضرورة حضورنا، ولكن ربما كان من الحكمة التظاهر بالجهالة، فرأس كيجمان هذا قد "يطير" نتيجة  هذا "التسريب" حسب ظني، ومن الآن فصاعدا، لن أردد ما قاله رفيقي "ع.غ" مكتفيا بحديثي فقط..
- إن شاء الله خير
ابتسامة عسيرة التأويل ترتسم على شفتي صالح ابراهيم، تراها ابتسامة زهو ما؟
- ربما أرادكم في صفوف حرسه.
- لا أستطيع.
ألجمه الرد، فوجم، عيناه تحدقان بي كمن يعيد تقييم خصمه، لينطلق عقال لساني وعقلي معا في عبارات مشربة بكذب احترازي وأنا أتشفي سراً من صدمته:
- أنا إنسان مسالم جداً ولا آمن كف الأذى عن نفسي في الشارع، فما بالك بحمل مسؤولية حماية شخصية كالقذافي، لا، لن أستطيع ادعاء هذا الشرف، رحم الله امرء عرف نفسه ووقف دونه.
للأمانة، لم يعقب رفيقي بكلمة، أما صالح ابراهيم فلقد قبض سيل ابتساماته واستبدله بالوجوم لحسن الحظ، صمت مطبق أحاط بنا، وأنا أسترجع ذكرى تواجده المحدود داخل المخيم، وكلمته في الختام، كم كنت أتحاشاه هو وشخصية "ع.س" الذي تبجح بشرف مشاركته في أحداث السابع من أبريل الأسود.
إن هي إلا لحظات حتى رن هاتفه، كلمات مقتضبة حول وجودنا في مكتبه، وأننا سنتوجه إلى هناك، وتعليمات منه إلى شخص ما كي يقلنا إلى باب العزيزية.

*****

الفصل الثالث: داخل باب العزيزية

الشخصيات:
1-     القذافي: شخصية غرائبية حكمت ليبيا 42 سنة.
2-     مختار المزوغي: مدير مكتب ما داخل باب العزيزية.
3-  هانيبال القذافي: الابن الخامس للقذافي، درس معي السنة الثانية ثانوي، تميز بلهوه وطيشه، تخللت السنة الدراسية خلافا مباشرا بيني وبينه نتيجة عدم قبولي أسلوب تعامله مع أقرانه لأنه لا يتورع عن استعمال يديه مع كافة أصدقاءه في المواقع التي اعتبرها مكون أساس لكرامتي وأحظرها، الوجه والقذال.
4-     ع.غ أيضاً.
5-     أنا أيضاً وأيضاً.
6- أعمار بلال: والدي الحبيب، وصاحب البوصلة التي سهلت لي طريق الخروج من أزمتي بسلام.

هل جربت أن يصبح لاسمك تأثير مشابه لعبارة "افتح يا سمسم"؟ فتفتح له الأبواب الموصدة.
هذا ما حدث معي ذلك اليوم، ففور وصولنا إلى موقف سيارات مخصص لضيوف باب العزيزية، وإثر هاتف قصير، صارت كل نقطة أمن وتفتيش مجرد نقطة عبور لي ولرفيقي "ع.غ" والسائق، لنجد أنفسنا وراء أسوار باب العزيزية وداخل القيادة.
غياب لمظاهر العسكرة جزئيا داخل المكان، عله ما كان يدعى مكتب المعلومات، مكان هاديء صامت غير مكتظ، حللنا ضيوفا في مكتب يقع عند بدايته، قلبي يخفق في شدة، وأنا ألوم نفسي على عبارة تفوهت بها لأحد حراس نقاط التفتيش جعلته ينظر لي كمن ينظر إلى معتوه ساقته الظروف ليمرره إلى الداخل، عبارة: ما جبتش معي أوراقي الثبوتية "لم أجلب معي أوراقي الثبوتية"، كلمة الثبوتية ربما لم يسمعها بالعامية في حياته، فأي مخبول أنا حتى أشنف آذانه بها؟
لحظات أطل علينا بعدها وجه جديد، يرتدي بدلة "كاكي"، خالية من الرتب العسكرية، مبتسما في وجوهنا، ليبدأ مسلسل الغرابة:
- هلاَّ دونتما اسميكما في ورقة.
كان له ما أراد، ليغيب عنا بعض الوقت، ويعود مكررا نفس الطلب، لأتسائل في نفسي؛ هل هو بارع إلى هذه الدرجة في إضاعة أغراضه بهذه السرعة؟
وقبل أن يخرج، كال لمرافقنا قنبلة أشفقت عليه منها:
- الأمانة وصلت.
كمن أسقط في يده، تلعثم الرجل، ونهض مغادرا، لأتبين أنني وطأت فعلا أرض عالم لا يرحم.
فناجين قهوة وجدت طريقها إلينا عبر "سفرجي" سوداني، ولأنني مترع بالحس البوليسي كما اسلفت، لاحظت غياب أذن لإمساك الفنجان، فتصورت أنها وسيلة لإكراه الشارب على ترك بصمته قسراً، فالتقطت الفنجان بأطراف أناملي فقط وارتشفت منه نكاية في عدو خفي تخيلتني أخيب رجاءه، كانت طيبة المذاق، ولكنها انتهت أخيرا.
طال الانتظار أكثر مما ينبغي، والغرفة قليلة الإضاءة، الصالون لا يدفع إلى الاسترخاء مطولا، فتقلبت في كل الوضعيات الممكنة أحصائيا على مقعدي، صحيح أنه فاخر نعرفه محليا باسم "صالون التاج"، ولكن صالون منزلنا أكثر راحة وحميمية منه، ربما تبادلت الثرثرة مع ع.غ على سبيل التسرية.
أطل وجه مختار المزوغي أخيرا، ليكرر ذات الطلب، حتى شككت أننا سنستمر إلى ما لا نهاية في الكتابة والانتظار والكتابة والانتظار حتى الموت، تراهم اخترعوا هذا النوع من العقاب لي تحديدا حتى أموت غيظاً؟
قام بنقلنا إلى غرفة أخرى وغادرنا، تأملتها، غريبة بدورها، ملئى بالأبواب، إثنان منها في كل حائط جانبي تقريبا، لون جدرانها سماوي فاتح، صالونها وثير مريح، تتوسطه طاولة زجاجية، وكأنها دعوة للاسترخاء بعد مشقة الانتظار.
أكرة باب جانبي تدور، الباب يفتح ويلج منه شخص ما، لنرفع رأسينا أنا و"ع.غ"، ونجد نفسينا في مواجهة القذافي شخصيا، بلا حرس، بلا مرافقين، بلا لفافة على الرأس، مرتديا قميصا تعلوه سترة عادية، مبتسماً حيَّانا ورحب بنا مشيراً لنا أن عودا للجلوس.
الحق أن الأمر تجاوز سقف توتري، لا أدري أين قرأت أن علاج التوتر هو التبسم الباعث على الارتخاء، ويبدو أن العلاج أفلح أكثر مما أردت، فانقلب توتري ضحكا دفعه لسؤالي عن السبب بعد تعارفنا السريع:
- ما الذي يضحكك يا بلال؟
أوضحت له السبب، فتبسم، وسأل سؤالاً حَضَّرَهُ مُسبقاً حسب ظني:
- مراد بلال و"ع.غ"! لاسميكما جرس غير مألوف محليا!! هل أنتما فِلسطينيين؟
- لا والله، أنا ليبي صميم، والِدِي تاجوري، ووالدتي غدامسية الأصول.
- ظننت أنكما فلسطينيين فأردت تكليفكما ببعض الأمور.
لله ذرك يا قذافي، صحيح أنني أصغرك سنا وتجربة، لكن حداثتي لا تعطل قدرتي على عدم استساغة عذرك مبررا، هناك سبب ما وراء دعوتك لنا، ولكنك مرَّرْتَ لنا العُذر الذي أردتنا إعلانه على المتسائلين حول لقائنا بك لاحقا من أُسرنا ورفاقنا، ما من قوة في الأرض قادرة على إقناعي بدخولي لمقابلتك دون تقليبك جنبات السجل المدني وملفات أبي وجدي تحوطا وتحضيرا للقائك، وهذا ينفي عنك حتما تهمة جهالتك بأصلينا.
التقط مظروفا أخرج منه بعض الصور ناولنيها محدثا:
- هذه صور لقاءنا في سرت، يمكنكما أخذ ما تشاءان وتمرير البقية إلى زملائكما في المخيم (صادر الأخ أحمد كيجمان الصور مشكورا بعد أن وعد بإعادتها، وغاب بها حتى هذه اللحظة).
وتخلل الحديث ثرثرة حول المخيم وتجربته، ثم تطوعت بسؤال لم أعلم أنه وخيم العواقب:
- كيف حال هانيبال؟
- بخير، هل تعرفه؟
- درست معه.
- هل يمكنك تقديم المساعدة إن احتجنا لك.
بكل حماقة الدنيا جاهلا بما ستحمله عبارته وإجابتي من مفاجآت أجبت واثقا من كونها عبارة عابرة:
- بكل سرور.
متخيلا نفسي معينا له في دراسته، أو ناصحا له بناء على طلب والده، أو أيا من هذا الهراء الذي لن يدور إلا في مخيلتي القاصرة.
عادت دفة الحديث العام، لأتوج مسلسل حماقتي بسؤال:
- هل لي بطلب؟
اعتدل في جلسته، شيء ما دار في خلده، وابتسم قائلا:
- تفضل.
قمت من مجلسي مصطحبا صورة جمعتني به وقد أشير لي بسهم أخضر اللون، قائلا:
- هلا وقعت لي هذه الصورة.
- فقط؟
- نعم فقط.
- ألا تريد شيئا آخر.
- لا.
اتسعت ابتسامته، عله توقع طلبا غير هذا، لكنه لم يعلم أن والديَّ حرصا على تربيتنا بطريقة كفلت لي عدم سؤالي لأي أحد طلب مادي الصبغة إذا أردت تجنب غضبهما وبعض الركل والصفع والعض، وإلا لكنت نادما حتى الآن أشد الندم على هكذا طلب، حمدت المولى على مظهري البريء الذي لا يوحي بما يدور في رأسي من أفكار.
لم ينس رفيقي سؤاله نفس الطلب، ليقف القذافي في إشارة لنهاية اللقاء، ويلج المزوغي المكتب فيوجه القذافي إليه التوصية:
- خذ أرقام هواتفهما وأعطيهما أرقام الهواتف، وتذكر، عليك إجابة أي طلباتهما، وفي أي وقت، مفهوم.
شيعنا بابتسامة مغادرة، ليكون هذا أول وآخر لقاء لي به في حياتي، أما المزوغي فقد أوصى بمن قادنا إلى منازلنا.
سؤال: أي مشاعر يمكن أن تختلج جوانج شاب في السابعة عشر من العمر شعر بأنه وقع على مصباح علاء الدين؟ ووصل إلى قمة هرم بلده؟
هل تستطيع الإجابة؟

*****

الفصل الرابع: التحضير للنجاح

الشخصيات:
ع.أ: جار فلسطيني، أبادله الود والاحترام، له ماض وحاضر عسكري، وعلاقات لا حصر لها، إحداها مع "أبو" أحدهم، وهو مدرس فلسطيني.
أ.أ: مدرس رياضيات مصري صديق لوالدي، تعود زيارتي قبيل الامتحانات لتعزيز استذكاري طارحا أسئلة متوقعة في الامتحانات.
وأنا أيضا وأيضا وأيضا.

-         نهارك سعيد أخي ع، خيرا إن شاء الله.
-         أردت أن أطمئنك على نتائج امتحانات الدور الثاني، فصديقي أ.ف أخبرني بنتيجة الامتحانات المبدئية التي أظهرت نجاحك.
عانقته فرحا متمتما:
-         الحمد لله، بارك الله فيك أخي ع.
-         لا عليك، ولكن لا تنس "الحلوان".
-         بكل سرور.
عدت إلى داخل منزلي لأطمئن أسرتي، لا زلت أذكر تفاصيل إجاباتي لمادة الكيمياء ، وثقتي بتقديم إجابة جيدة وفقا لمراجعتي لها فيما بعد الامتحان.
أما الرياضيات البحثة، فلي معها شأن آخر أكثر طمئنة، كيف لا وقد قام الأستاذ أ.أ بمراقبتي في يوم الامتحان، وتمكن من مراجعة إجابتي أثناء الامتحان ليطمئنني بابتسامة واثقة بشأن الإجابة، ولأطابق معه إجابتي بعد الامتحان وأتأكد من صحتها بما يضمن اجتياز الامتحان، إن كان نجاحي مقتصرا على مادة دون أخرى، فسأنجح حتما في البحثة لأرسب في الكيمياء، ولكن من سيضع هذا الخيار غير المنطقي على المحك، فقد توجت دراستي بالنجاح في كلتا المادتين، إن هي إلا أيام معدودة وسأجدني غارقا في التحضير للسنة الثالثة ثانوي بإذنه عز وجل.

*****

الفصل الخامس: الطاعة قدر الاستطاعة

الشخصيات:
مختار المزوغي: مدير مكتب ما داخل باب العزيزية.
أنا: تعبت من تكرار الإشارة لتعريفي.
هاتف منزلنا: لا حاجة لذكر نوعه لأنني نسيت، فقط كان رقمه 32283 إن كان هذا يعني شيئا ما لأحد ما يوما ما.

-         صباح الخير يا مراد، الجماعة يسلموا عليك.
والجماعة كناية عن القذافي حسب التوقع الذي أنجبه رحم فهمي لغياب أي توقع آخر، أما المتحدث فهو مختار المزوغي، لا أعلم تحديدا كيف ولا متى وجدت سماعة الهاتف في يدي، المهم أن الوقت كان صباحا، وأنني أجبته بنفسي مصادفة.
-         أشكرك.
-         هم يقرؤنك السلام ويسألونك خدمة كما سبق وأن أبديت استعداداً.
لم أقل لكم أي إنسان ساذج كنته من قبل لأتوقع طلبا يقع ضمن نطاق منطقي الخاص.
-         تفضل.
-         ذكرت أنك زميل دراسة لهانيبال، وكما تعلم فإن والده مهتم بمتابعته.
لم أفهم ما علاقتي بالأمر، لاهتمامه وسيلة تقص طبيعية هي تقارير المدرسة، فما شأني أنا؟
-         ما الذي أستطيع تقديمه في هذا الشأن؟
-         أنت تعلم أن هانيبال في سن تحتاج إلى متابعة في دراسته وسلوكياته وأصدقاءه وكل ما يتعلق به في المدرسة.
شبح طلب مرعب يلوح في الأفق، بالله عليك لا تقل لي أنك تريدني بصاصاً عليه، شبح مخاوفي ترجمه سؤالي:
-         ما الذي تريد قوله؟
-         الجماعة يريدون منك أن تنقل لهم كل ما يتعلق بهانيبال أولا بأول.
-         ألا تتعاون معكم المدرسة بالخصوص.
-    لأداء المدرسة حدود، أما عن سلوك هانيبال بين رفاقه وسلوكهم معه فهو أمر يصعب على المدرسة رصده، ولن يستطيع رصده ولا متابعته إلا أحد رفاقه.
-         ولكنني لست أحد رفاقه المقربين.
-         لا حاجة لتكون مقربا كي تتابعه.
-         ولكن سنتي الدراسية معه انتهت ولا أعلم إن كنت سأجمع معه مستقبلا أم لا.
-         هذه ليست مشكلة.
تقاطرت المبررات في رأسي محمومة مثلي، أي كارثة أُقبِل عليها مكرها؟ لا بد من مخرج ما، مخرج آمن للجميع.
-         لابد وأن أحد رفاقه قادر على أداء هذا العمل أفضل مني، فأنا أعتقد بعدم قدرتي على أداءه.
-         ولماذا؟
-         لأنه صديقي، ولا أستطيع أن أكون صديقه وأنقل ما يدور معه لكم.
-         بل تستطيع إن كانت مصلحته تهمك.
كيف أستطيع أن أخبره بأنني أكره الوشاية والوشاة وأفضل الموت ألف مرة على أن أتهم بها ولو زورا، وربما حولني أبي حطبا لغذاء الغد إذا ورطت نفسي معه.
-         لا أعتقد بأنني صالح لهذه المهمة، لا بد من وجود شخص ما أكثر كفاءة مني لأداءها.
-         هل تريد بعض الوقت للتفكير؟
أتراه يقصد منحي وقتا للتفكير حقا أم أنه مخرج صنعه لي طوعا حتى حين؟
-         حسنا، دعني أفكر.
-         اتفقنا.
أعدت السماعة لمكانها وأنا لا أكاد أصدق ما دار بيني وبينه، الأدهى: كيف أستطيع أن أخبر أحد بهذا الحوار؟
والأَمَرّ: كيف أستطيع كتمانه فلا أبوح به لأحد حتى لا أنفجر؟
نسيت أن أذكركم بأنني كنت على موعد قريب مع نتائج الدور الثاني.

*****

الفصل السادس: قنبلة من العيار الثقيل

الشخصيات:
1.  ع.أ: جار فلسطيني، أبادله الود والاحترام، له ماض وحاضر عسكري، وعلاقات لا حصر لها، إحداها مع "أبو" أحدهم، وهو مدرس فلسطيني.
2.     أ.ف ختصارا لتسمية أبو فلان: نسيت اسم ابنه الذي يكنى المدرس به، وهو مدرس فلسطيني ذو نفوذ متأصل في مدرسة طرابلس الثانوية، التي أشرفت على مراقبة وتصحيح امتحانات مدرسة علي وريث، لجاري تأثير و"خاطر" كبير عنده.
3.     وأنا أيضا وأيضا وأيضا وأيضا.

أردتها زيارة عابرة إلى مدرستي، كي تقر عيناي بمرأى نتائجي في امتحانات الدور الثاني، أمُر إثرها على محل حلويات ما لتحتفي أسرتي وأصدقائي معي بالخبر السار، صحيح أنني لا أحب الحلويات، ولكن غيري يفعلون.
بيد أن الإنفاق كان من نصيب مشاعري لا نقودي، تراني لم أحسن البحث في النتائج أم أن اسمي غائب فعلا من قوائم الناجحين؟ لعلها من اللحظات النادرة التي تتقبل فيها اتهامك بانعدام التركيز والنظر بسرور مقابل أن يرى غيرك اسمك بين القوائم فيشير إليه وهو يقدحك بتهمة تشنف أذنيك: هل أصبت بالعمى كي لا ترى اسمك؟
دقات قلبي تتصاعد، والدماء تصعد إلى أذناي في إشارة إلى وصولي ذروة انفعالاتي، وعقلي يهدر متخبطا كسيارة مجنونة تنطلق مرقلة بلا سائق، ما الذي يحدث؟ ألم أتأكد من إجابتي؟ ألم يؤكد لي أ.ف ظهور اسمي بين الناجحين في النتيجة المبدئية؟
المزيد من التدقيق في القوائم أفجعني باحتلال اسمي موقعا بين راسبي مادة الرياضيات البحتة، لم أحفل كثيرا بمقدار تدلي فكي المشدوه هذه المرة، فالمفاجأة من العيار الثقيل الذي يجعل اهتمامي بمظهري ترفا مبالغا فيه.
لا أدري كيف استطعت التماس طريقي إلى شارعي وسط شعوري بانعدام الوزن والتركيز، ولكن عقلي الباطن فعلها، لأجد نفسي أطرق باب بيت جاري ع.أ عله يساعدني في العثور على تفسير ما.
-         أهلين فيك مراد، ما بك.
كلمات مبعثرة تساقطت من فاي استغرقت منه جهدا ووقتا كي يفك طلاسمها ويستخلص منها معنى مفهوم وسط فوضى أفكاري، التقط إثرها زمام المبادرة فتغيب قليلا داخل منزله وعاد وقد استعد للخروج:
-         هيا إلى أ.ف.
كم أنت رائع يا ع.أ، سأظل مدينا لحكمتك التي تجلت في قدرتك تطعيم عبارات التشجيع مع المواساة وشد الأزر تحضيرا لتوقع الأسوأ، تراها سني طفولتك الرومانسية في فلسطين التي جعلتك تمتهن حفر القبور؟
فسحة من الزمن كانت كافية كي يطل علينا أ.ف بوجهه مبتسما فواجما لوجومنا، وتكفل ع.أ بالتوضيح خشية تمضية المساء والسهرة بين تلعثمي وتهدجي.
-         غريب، هل أنت متأكد.
-         متأكد تماما.
-         لم يحدث أن تغيرت نتيجة من نجاح إلى رسوب أثناء اعتماد النتائج، حدوث العكس أمر مقبول.
-         في حال حدوث أي خطأ، هل بإمكانك مراجعة الإجابات؟
-    لا للأسف، فأوراق الإجابات تحال إلى "أمانة" التعليم فور اعتمادها من قبلنا، وهذا أمر عسير جدا للأسف بعد صدور نتائج الدور الثاني.
-         ماذا يعني هذا؟
-         لا أدري ما أقول، أنا متأكد تماما من نجاحك وفق النتائج المبدئية، ولا أعلم كيف حصل هذا الخطأ.
شبح فكرة سوداء تبادر إلى ذهني حاولت تبديدها لسوء وقعها على نفسي إن صحت.
-         ما العمل الآن؟
-         لا أعلم والله.
حل وحيد اهتديت له في ذلك الحين، لم أعلم أنني أساق له طوعا دون أن أدري.
الحل هو مصباح علاء الدين.
ومن غيره طبعا؟

*****

الفصل السابع: قنبلة في الاتجاه الآخر

الشخصيات:
مختار المزوغي: مدير مكتب ما داخل باب العزيزية، وطرف في أزمة ما داخل حياتي.
أنا: أيضا وأيضا وأيضا وأيضا.

الهاتف أمامي، وقلبي يخفق في شدة، والدايَّ متأثرين جدا وجاهدا في مواساتي، استشرتهم فيما أعزم فعله، لم يوافقاني كلية، ولكنهما سمحا لي بالمحاولة رأفة بي، إصبعي يدير قرص الهاتف الذي صار اختراعا قديما الآن، صوت الخربشات التقليدي معلنا بأن طلبك قيد المعالجة، رنات عدة قبل أن يرد الطرف الآخر.
-         أستاذ مختار؟
-         تفضل، من معي.
-         مراد.
-         أهلا مراد، خيرا إن شاء الله.
كنت قد استعدت قدرتي على ترتيب أفكاري، لذلك استطعت شرح القصة في شيء من الإيجاز، مع الكثير من عبارات الالتماس والتأدب التي اعتدتها كلما سألت أحد طلبا ما، مع توضيح أمر هام جدا بالنسبة لي:
- لا أسألك قصد منحي ما لا أستحق، أسألك مساعدتي فقط على مراجعة أوراق إجابتي، فإن استحققت النجاح نلته، وإن لم أستحقه فلن أنشد نجاحا لا أستحقه.
-         هممممممممممممم، ربما نستطيع مساعدتك.
كاد قلبي يثب فرحا، لم أصدق أن المشكلة قابلة للحل.
-         بارك الله فيكم.
-         ولكن هلا فكرت في طلبنا السابق؟
يا إلهي، إجعلني مخطئا هذه المرة أرجوك، لا أستطيع أن أصدق وجود هكذا شر في حياتي.
-         أي طلب؟ (متغابيا سئلت).
-         طلبنا بشأن هانيبال.
-         لم أستطع تغيير رأيي بعد.
-         نحن نعول كثيرا على تغييرك لرأيك من أجلك.
رائحة الصفقة الخبيثة بدأت تفوح فعلا، ماذا عساني أفعل؟ كيف السبيل إلى التوفيق بين مطلبهم ومطلبي دون أن أخسر نفسي؟ ربما إذا ...
-         حسنا، أنا موافق، ولكن بشرط واحد.
تسللت الراحة إلى صوته وهو يرد، تراه ظن أنني سأشترط شيئا ماديا كقابل؟
-         تفضل.
-    سبق وأخبرتك أن هانيبال بمثابة صديق لي، وهذا يحتم حفظ حق الصداقة، سأقبل أن أنقل لكم كل ما يدور معه داخل المدرسة، شريطة أن تعلموه بهذا الدور، وأنني كنت من اشترط معرفته بما أقوم به.
-         طلبك غير منطقي، فهذا سيعني اتخاذه سلوكا حذرا تجاهك.
-         أعلم هذا، ولكن هذا هو شرطي كي أقبل بالمهمة.
-         ولماذا لا تستطيع أداء المطلوب دون شروط.
الحق أنني ضِقت ذرعا باللف والدوران حول سبب رفضي الحقيقي لطلبه، وهو ما دفعني لإعلانه بهدوء:
-         لأن إعادة نقل الأخبار ليس من شيم الرجال (بالعامية: عواد الدوة مش صنعة تريس).
صمت مطبق خيم من طرف مختار، لعله لم يتوقع هذه الإجابة من وقح لم يتعد 17سنة، لذلك أعاد السؤال مجددا:
-         ماذا قلت؟
-         قلت أن إعادة نقل الأخبار ليس من شيم الرجال.
الحق أن مَدُّ ذاكرتي انحسر عما حدث بعد هذا الجزء من الحوار، فلم أعد أذكر رده ولا كيف انتهت المكالمة، كل ما أذكره هو يقيني بأن مشكلتي الدراسية استفحلت لتصبح واقعا مفروضا يجب أن أتعايش معه قسرا.
تراه العقل الباطن الذي أسعف العقل الواعي بقدرة على التكيف والتدبر لما بعد الواقع؟ فكرتان تتلخصان في مرارة قبول النتيجة ومرارة مشاهدة أقراني ينتقلون إلى مستوى أعلى وأنا في ذات المستوى الدراسي أرقاني جدا، ولكن سرعان ما اهتديت إلى حل سررت لأنني اعتبرته مخرجا لواقعي؛ لماذا لا أنتقل إلى مدرسة طرابلس الثانوية، فسأضمن بهذا عدة أشياء:
1-     لن أضطر إلى اجترار طعم مرارة مشاهدة أقراني في فصول متقدمة.
2-     سأضمن متابعة أ.ف لتحصيلي ونتائجي.
3-     سأتخلص من سبب مشكلتي الأساس، وهو وجودي مع هانيبال في مدرسة واحدة.
وبزيارة إلى ع.أ، انقلت رغبتي إلى مرحلة التنفيذ، ليتكفل أ.ف بمسألة نقل الملف من مدرستي إلى المدرسة الجديدة.
أيام معدودة أعاد بعدها مختار الاتصال، هذه المرة كنت هادئا وواثقا، ربما أكثر من اللازم.
-         كيف حالك يا مراد.
-         الحمد لله.
-         ألم تعد التفكير مجددا؟
-    دعني أوضح لك أمرا، حتى إن وافقت على طلبك، لن أستطيع ذلك لسبب بسيط، وهو انتقالي من المدرسة إلى مدرسة أخرى، وهو ما يجعلني غير ذي نفع.
-         لماذا انتقلت؟ وأين؟
-         انقلت لأنني لا أستطيع مشاهدة اقراني يسبقونني دراسيا، لذلك قمت بالانتقال إلى مدرسة طرابلس الثانوية.
وانتهت المكالمة فيما بيننا، دون أن أدري أي حماقة ارتكبتها في حق نفسي، لكنني سأعلم قريبا.
من قال أن الأزمة ستنتهي بهذه السهولة؟

*****

الفصل الثامن: ثمن الاختيار

الشخصيات:
مختار المزوغي: مدير مكتب ما داخل باب العزيزية، وطرف في أزمة ما داخل حياتي.
أ.ف.
ع.أ.
أنا.
أعمار بلال: قمت بتعريفه سابقا.
ز.ع: إحم، أأأأأ، والدتي وكفى (لماذا تبتسم؟)

ع.أ يطرق باب منزلنا، الأمر غير اعتيادي، لأنني اعتدت أن أسبقه إلى هذا دوما، لم أدر أينا كان أكثر إرعابا للأخر لأنني صحوت من نوم القيلولة على وجهه المتجهم، خيرا إن شاء الله.
- سنزور أ.ف، ارتد ملابسك.
أخفقت كل محاولاتي لاستباق سبب الزيارة، التي تحققت سريعا لنجد نفسينا على عتبة بابه.
-         أهلا مراد، هل أخبرته يا ع.
-         لا.
-         أريد أن أسألك بعض الأسئلة وأتمنى أن تجيبني بصدق: هل لديك أو لدى والدك عداوة مع شخصية نافذة؟
-         لماذا؟
-    لأن طلبي لنقلك تم إيقافه من مدير المدرسة "آمر الثكنة"، وهي سابقة لم تحدث بيني وبينه، وعندما ألححت عليه بالطلب أجابني بالحرف الواحد: (أطلب أي طلب آخر، ولكنني لن أجيب طلبك بشأن هذا الشخص تحديدا، ولا تسألني لماذا)، أخبرني بصراحة يا بني "شو عامل؟"، فالتفسير الوحيد هو وجود قوى منعته من إجابة طلبي.
-         هل يعني هذا سد الطريق نهائيا أمام محاولتي الانتقال؟
-         نعم للأسف، وما أستغربه؛ كيف يمكن لشخص ما أن يعلم بشأن انتقالك فيمنعه؟ هل أخبرت أحدا بالأمر؟
اتضحت معالم الأمر تماما، فحماقتي ومختار تكفلا بوأد مشروع انتقالي من المدرسة نهائيا ضمانا لاستمراري بها، هذا إذا لم أقرر التوقف عن الدراسة نهائيا، وهو خيار غير مطروق قطعا.
لا أعلم كيف استطعت التملص من الرد على أ.ف، ولكن ما أذكره هو إصراري على تأكيد قراري مهما كان الثمن، وهذا ما حدث فعلا بعد أيام عبر الهاتف:
-         كيف حالك يا مراد، ماذا حدث معك.
-         يبدو أنني سأستمر في المدرسة، ولكنني وصلت إلى قرار.
-         وما هو قرارك؟
-         ذات قراري السابق، أنا لا أنفع في هذا النوع من المهام، سأكون مسرورا لو استطعت تلبية طلب ضمن قدرتي.
-         أنت حر.
نعم أنا حر، ولهذا قررت أن احتفظ بهذه الحرية بعيدا عن أية قيود مهما كان ثمنها.
والدتي تتوجه نحو سلك الهاتف لتقتلعه من مكانه اقتلاعا ليخرس صوته حتى ستة أشهر قادمة.
هل فعلت هذا مدفوعة برؤية ما ترقرق للحظة عابرة في عيناي نتيجة إحساسي بالظلم والمرارة؟
صحيح أنني دفعت الثمن مرارة العلقم، صحيح أنني فقدت الاحترام لكل مسؤول أراه في حياتي لأنني صرت أرى فيه إسقاطا للمسؤول الأكبر في ليبيا، صحيح أيضا أنني تدافعت خلال السنة السوداء متبادلا إمساك الخناق مع أستاذ اللغة العربية لأول مرة في حياتي، كل هذا صحيح.
ولكن الصحيح أيضا، هو احتفاظي باحترامي لذاتي، التي أحار الآن في قدرتها على تشكيل وحفظ قرار بهذه الخطورة خلال سني المراهقة، تراه عالم المطالعة الذي شحذ همتي؟ أم التربية؟ أم طفرة التغيرات الهرمونية التي عاشها بدني تلك الأيام؟
حقيقة لا أملك جوابا، ولكنني أملك تعقيبا.
حسبي الله ونعم الوكيل.

*****